ســــــــــاحة البراءة (قصة قصيرة ) للكاتب صابر الجنزوري
ساحه البراءه.....قصه قصيره
نادي المنادي في ارض المحروسه كلها ..ف كل شارع وحاره وكل قريه وكل كفر ونجع من
ارض المحروسه
ياأهل المحروسه ...
اجتمع اهل الحل والربط واهل القضاء واهل الحكم والمشوره
واهل الحكمه والفكر واهل الدين من الشيوخ والرهبان واتفقوا علي مايلي
ان مايحدث لنا ...هو غضب من الله ..وعلينا جميعا ان نعود اليه ونتوب
وليست التوبه كلمات
ولكنها افعال عسي ان يرضي الله عن البلاد والعباد
ولن يكون ذلك الا اذا حاكم الشعب نفسه فيخرج البرئ ويحاكم المدان
حاكموا انفسكم ليغفر الله لكم ويرفع عنا البلاء
..........................................................................
فعلي كل من بلغ سن الرشد من الرجال والنساء فليتقدم لمحاكمه نفسه
................................................................
حاكموا انفسكم ليغفر الله لكم ويرفع عنا البلاء
..............................................
ظن الناس ان المنادي مخبول او هو من المجاذيب اللذين يطوفون بالطرقات ويصيحون بكلمات الوعيد والانذار
ولكن المنادي كان في كل شارع وحلره وفي نفس الوقت والزمان
...........................................
تعجب الناس وسخروا واستنكروا وضحكوا
هرعوا الي اجهزه التفزيون والراديوا واجهزه الكمبيوتر ومواقع النت وكل الشاشات الفضائيه والارضيه
كان نفس النداء حتي اجهزه هواتفهم المحموله كانت تتلقي النداء عبر الرساءل
وختتم النداء
سنوافيكم بالتفاصيل
.............................................
صدق الناس النداء عرفوا ان الامر صحيحا بدءوا ف الانتقال الي مرحله التصديق بعد السخريه والاستهزاء
وبات السؤال كيف ؟؟
وهم مازالوا يضحكون ويتعجبون ويتدالوا النكات والقفشات
....................................................
كان اهل الرأي والحكم والحكمه والقضاء والشيوخ والرهبان
قد اجتمعوا لما عم البلاد الذعر وعدم الامان وبارت السلع وساد الغلاء وتوقف حال الناس وصار الهرج والمرج ف كل مكان
وبعد مشاوران ومداولات انتهوا واصدروا البيان
وان مايحدث ماهو الا غضب من رب العباد علي البلاد ولابد من المحاكمات
........................................................................
وضع العلماء برنامج المحاكمات فلن يوجد قضاة لانهم ايضا سيحاكمون وكل واحد سوف يكون قاضيا علي نفسه
وضميره هو القاضي وسوف يحاكمه وفق برنامج موضوع لن ينفع معه كذب ولا تجمل ولا تحايل .......
................................................
توالت الاخبار تباعا واشتغلت البرامج والصحف بشرح البرنامج وكبفيه المحاكمات
وتهيأ الناس وانتقلوا لمرحله التصديق والاستعداد بل والامنيات
فكل يريد ان يتطهر ويحاكم نفسه وصحت الضمائر وكبرت الامنيات
وانتهت فتره الاعداد وتنظيم المحاكمات ....كان البرنامج المعد ...ان يختار كل واحد لنفسه مايناسبه من نظام للمحاكمه
وقبل ان يتوجه الناس الي المحاكمه سيمر الجميع علي الجهاز المانع للكذب والتحايل فيأخذ رقما ودورا للمحاكمه
فمن يجيد استخدام الكمبيوتر سوف يدخل علي الموقع الذي به البرنامج ويسجل اسمه وبياناته ودوره ورقمه الذي اخذه
ويبدا ف الاجابه علي الاسئله
وف النهايه سيخبره البرنامج بالحكم وفقا لاجاباته فيطبعه ويتوجه به الي
ساحه البراءه
او
ساحه الادانه
.........................
واللذين لايستخدمون الكمبيوتر
ويجيدون القراءه الكتابه عليهم ان يأخذوا الاستمارات ويجاوبوا علي الاسئله حسب ارقامهم ودورهم الذي اخذوه
وحسب الاجابات يعرف كل منهم الحكم
ويتوجه
لساحه البراءه
او ساحه الادانه
................
والاميون واللذين لايبصرون واللذين لا يسمعون كل اعد له البرنامج الخاص به لمحاكمته من خلال تعرضه لجهاز صوتي او بصري او اشارات
يجاوبون من خلالها علي الاسئله وعندما ينتهون ياخذوا الاحكام ويتوجه كل منهم الي ساحه
البراءه
او
ساحه الادانه
...........................................
تم الانتهاء من تنظيم المحاكمت وتم تحديد الموعد واجراءات سير المحاكمات واماكنها وتهيئه الساحات
واخذ كل الاحتياطات لردود الافعال التي قد تصدر من الناس ف حاله الادانه اوالبراءه
وكان اليوم السابق لبدايه المحاكمات
حيث دقت الجراس بالكنائس
وارتفع صوت الاذان من كل المأذن وامتلأت ساحات العباده ومكث الناس طوال اليوم والليل بكل دور العباده والساحات
التي خصصت للصلوات والدعاء
....................................................
ولما كان كل الناس ذاهبون للمحاكمه
استعان اهل الحكم والحل والراي ف البلاد بالأشقاء ف البلاد المجاوره لتشغيل وساءل والاعلام وتنظيم المحاكمات واداره البرنامج ومتابعه
المحاكمات ونقل الناس بعد الاحكام الي الساحه التي بها الاحكام
وبدات المحاكمه والعالم يشاهد بثها علي كل الشاشات
وكانت اسئله البرنامج
الم تكذب
الم تسرق
الم تقتل
الم ترتشي
الم تشهد زوراالم ترتكب فاحشه او بهتان
الم تاكل مال يتيما
الم تغش ف سلعتك
الم تتاجر بالام الناس
الم تعوق وتجحد ابام او امك
الم تسعي بين الناس بالنميمه
الم تسخر من احد يوما
الم تكره احد يوما
الم تحسد احد يوما
الم تحقد علي احد يوما
الم تكن انتهازيا او وصوليا وتصعد وتترقي علي حساب الاخرون
الم تسب احد يوما
الم تخن يوما وطنك
الم تعذب احد يوما
الم تضرب احد يوما
الم تهن احد يوما
الم تكن مغرورا
الم تضر الناس وتتاجر بالسموم والمخدرات
الم تتعالي علي الناس
الم تأخذ حق اخيك او اختك
.............................................
كانت هي اسئله البرنامج والكل يختار فاذا كان مذنبا ف احداها او اكثر فسوف يضع علامه امامها ويعرف الحكم فيها واذا كان بريئا
من كلها ياخذ حكم البراءه منها
................................................................................
كان كل يمضي من المحاكمات لاأحد يتوجه الي ساحه البراءه ولايقترب منها
الكل يتوجه هناك .........الي ......ساحه الادانه
حتي اللذين كانوا اصحاب الفكره من الحكام والقضاه والعلماء والشيوخ والرهبان
...................................
وتوالي زحف الناس الس ساحه الادانه
حيث كانت الساحتين بصحراء كبيره اعدت لتستوعب كل الاعداد
وتناقلت وكالت الانباء الاخبار
والعالم لاينام امام تلك التجره والمحاكمه الفريده من نوعها
واطلقوا عليها كثير من الاسماء
وكانت اكثرها محاكمه الزمان
والمحكمه الالاهيه وحاكمه ضمير الشعب
...................................
لاأحد ينام الكل يتطلع الي النتيجه وينتظر بشغف ماتؤول اليه الاحداث
..................................
انتهت المحاكمات ووجد الكل انفسهم ف مكان واحد
ساحه الادانه
ونظروا الي ساحه البراءه التي امامهم فلم يجدوا احدا
فانهمروا ف البكاء وسالت الدموع وتحولت الي ماء يجري تحت اقدامهم
وكان السؤال
انقتل انفسنا ام ننتظر حكم السماء....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
...................................................................
وف المدينه الخاويه والخاليه من الناس والتي ليس بها غير الاطفال
كانت هناك طفله ذات ست سنوات قد بدات ف السير
ف طريقها الس هناك حيث ساحه البراءه والادانه
وتمضي ف طريقها لاتسأل احدا كانها تعرف الاتجاه وتعرف الطريق
لاحظها بعض الافراد الموكل اليهم بالحفاظ علي الامن والنظام
وماان سالها وعرف منها الجواب
حتي شاع خبرها لكل وساءل الاعلام
وكل ماتقوله الي
هناك
الي هناك
....................
كانت الطفله ملائكيه الوجه
عيناها الخضراء ف لون الحياه
وبشرتها الصافيه البضاء بلون الفطره وترتدي جلباب ابيض وطرحه بيضاء
ويظهر من جبينها بعض الخصيلات الصفراء ف لون سنابل القمح
وتمشي كملاك جميل ف اتجاهه الي هناك وابتسامه الملائكه لاتفارق شفتيها وتمتمات
لااحد يسمعها تتحرك بها شفتيها
ما ان شاع الخبر حتي كان طابور من العربات محمل بكل وساءل الاعلام يمشي وراءها
وعلي الاجناب
ويفسح لها الطرقات فقد ابت الا ان تمشي وتتجه الي هناك
......................................................
وحل الركب الي هناك
وقفت امام بوابه سور الادانه
وابتسمت ثم بكت وابتسمت من جديد
اخذت ميكروفونا لتخاطب الناس
ايقن الجميع حينئذ ان ابتهال وقد كان هذا اسمها ماهي الا مرسله من عند الله
اليهم لتكون المعجزه والايه
واصبح الجميع ف انتظار معجزه سوف تحدث
..............................
تكلمت وبدات بصوتها الملائكي
بسم الله الرحمن الرحيم
مره واثنين وثلاثه حتي ساد الصمت ولف الكون صمت مهيب البجلال والهيبه
وبدات ف لاوه ايات قرانيه
...............................
قل يعبادي اللذين اسرفوا علي انفسهم لاتقنطوا من رحمه الله
ان الله يغفر الذنوب جميعا
....................................
ربنا ظلمنا انفسنا والا تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
...................................
استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهرا
............................................
حسبنا الله ونعم الوكيل ...........حسبنا الله ونعم الوكيل ....حسبنا الله ونعم الوكيل
.....................................
وظلت ترددهاوهي تترك الميكروفون وتتجه وحدها الي سور البراءه
كانت كل ابوابه مفتوحه عكس ماكان من سور الادانه التي اغلقت كل ابوابه
دخلت من بابه الوسط الكبير
وجلست علي الارض متربعه في وقار وهيبه تتلوا ايات التوبه في القران
والانجيل والمزامير
وترفع يدها الي السماء
وتدعوا ولااحد يسمع غير كلمه واحده هي التي يعلو بها صوتها الملائكي
..............يارب...........................
............................................
الكل ف ساحه الادانه يبكي ويبتهل ويتضرع بالدعاء
ووحدوا الدعاء وايقنوا ان دعاء ابتهال رساله لهم عليهم ان يدعوا بمثل دعاءها
ورددوا ادعيتها وقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل
.............................
مازالت ابتهال ف ساحه البراءه
والشعب ف
ساحه الادانه
والعالم يشاهد مايحدث ووكالت الانباء تنقل المشهد المهيب
والكل ينتظر
..................
حتي علا صوت ابتهال
يارب
يارب
يارب
والكل يجهش بالبكاء
وتنهمر الدموع وتتساقط كانها الذنوب تتساقط منهم
لتمضي الدقائق والساعات
وتمر الظهيره بسلام
حتي كادت الشمس ان تغيب من السماء
لكنها تأبي الغروب
..........................
حتي غطت السماء سحابه بيضاء وكأنها خيمه بيضاء
ونسمه هواء انبعثت برائحه مسك طيبه
تعطر المكان
فيعلو الصوت بالدعاءويتوحد الجميع ف صوت
واحد
يارب
يارب
يارب
.....................
فيتساقط مطر خفيف
ثم يزداد
مع ارتفاع الصوت
يارب
يارب
فيتوقف المطر
وتخرج ابتهال
متوجهه
الي سور الادانه
فتأخذ الميكروفون
وف صوت ملائكي
قالت
كانت
هذه هي البشري والعلامه
الان
قد عفا الله عنكم
اخرجوا الي
ساحه
البراءه
غفر الله لكم
............................................
تمت
صابر الجنزوري
22-اغسطس 2011
22-رمضان 1432

منشورات مجلة Unknown
بتاريخ الاثنين, أغسطس 22, 2011.
أنظر قسم
دنيا الفن
.
نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم
راسلنا
الله الله ياجنزورى فعلا تمثل حال الامه الان ربنا يلهمنا الصواب كى نتوب اخوك احمد الطوخى
كم هي جميلة حروفك تنهال بنا بحروف قيمة هادفه وعاية
ســــــــــاحة البراءة (قصة قصيرة ) للكاتب صابر الجنزوري
صدقت القول وابدعت دمت ودام رقي قلمك