حوار مع القاصة السورية وزنة حامد
_ وزنة حامد كاتبة وقاصة كوردية سورية تكتب القصة القصيرة فمن هي وزنة حامد ككاتبة ومن أين تستوحي مواضيعها
_ وزنة حامد ابنة الجزيرة أو بالأحرى قروية بامتياز, تتعلم من هؤلاء البسطاء معنى انتماء وارتباط الإنسان بالأرض والمكان ,قلمي المتواضع مازال يلهمني إلى سطور يحتوي في مفرداته معاناة الإنسان المطعون في كرامته ,في مجتمعاتنا أصعب ما يواجهك انك تحافظ على إنسانيتك الممزقة بين الحاجة والفقر والجوع ,وبين من يستغل نقاط ضعفك ,أترين سيدتي كم هي المعادلة صعبة, إن القهر الاقتصادي جعل من كثير من الشرفاء منحرفين , عديمي الضمير, الحالة الإنسانية أصبحت يرثى لها, لا يوجد قانون حقيقي على ارض الواقع يحفظ إنسانية الإنسان من الضياع, يؤلمني جدا عندما أشاهد طفل يتسول _ينهان إلى متى يبقى الإنسان في الشرق الأوسط ارخص سلعة نتاجر به .
_تميزتي بأسلوب جميل جدا في كتابة وتنسيق سرد قصصك التي ورغم قصرها فيها فحوى وموعظة أو عبر كبيرة جدا , فما هي المؤثرات والإسرار التي كانت سببا في هذه الجمالية في كتاباتك وقصصك .
_الصدق فيما أتناوله من مواضيع وأحداث ,التي تمس حياة المحتاجين أيما كانت احتياجاتهم, الغوص في أعماق هؤلاء ودراسة العوامل النفسية والفيزولوجية التي تؤدي إلى شلل واستبعادهم عن الحياة العامة ,أظن إنهم يستحقون إلى من يستمع إليهم ويضع لهم حلول حقيقية على ارض الواقع .
3س_الجزيرة السورية الكوردية بفعاليتها وبطبيعة حياتها وطيبة أهل المنطقة بفسيفسائها الجميل كان كل هذا تدخل ظاهر وبين للقارئ في كتاباتك , فإلى أي حد تأثرتي بالحسكة مدينتك وموطنك وبسكانها الطيبين اهلك ....؟ وما الذي أثر فيك أكثر من كل هذا .
_نعم الحسكة مدينة الفسيفساء من العرب والكرد والأرمن والاشور, هذه اللوحة بمكوناتها أضافت إلى كتاباتي جمالية من حيث التسامح ,التعايش السلمي والأخوي ,تقبل الأخر, أما بالنسبة للحسكة كمدينة عشت فيها طفولتي _صباي _شبابي وما أزال, هي المدينة الفاضلة بالنسبة إلي, البيوت الطينية للقرى القريبة المجاورة تحكي قصص اوناس وأبطال مروا من هنا منذ زمن بعيد, لكنهم تركوا حكايات مازلت اسمعها من أمي وجدتي ,هؤلاء الذين صنعوا التاريخ بإمكاناتهم المتواضعة حيث نقتدي بهم من خلال ما نسمعه من أمثال على السنة المسنين ,أما بالنسبة للأنهار (خابور _دجلة _جغجغ ) وقعة خاصة , شجون وحنين دائم إلى هذه المدينة كلما قضيت فيها عمرا كلما اشتقت إليها أكثر .
_الأديب أو الكاتب يكون في الواجهة و أكثر عرضة للنقد ,فكيف تقبل القاصة وزنة النقد وإلى أي مدى تتأثرين بالنقد سواء إن كان سلبي أو أجابي .
_النقد دراسة وسلط الضوء على الجوانب الايجابية, حيث يقدمها الناقد للقارئ ليستمتع بالنص أكثر, ثم كشف الجوانب السلبية لتجنب الأديب هذه الأخطاء في نصوص أخرى وهذه أيضا أتقبلها بروح رياضية إذا كان يخدم النص .
5_نلاحظ وجود عبارات جريئة في عالم قصصك برأيك ,هل هي عامل للنجاح ومصداقية الواقع , أم للفت أنظار القراء والتشجيع للقراءة والشهرة .
_هذه العبارات هي جزء من النص, لا يمكن الاستغناء عنها أو حتى المرور عليها بعبارات رمزية, أنت عندما تتناولين أسباب الخيانة الزوجية ترين إن الجنس سبب هام من هذه الأسباب, وقد سمعت هذا من كثير من النساء اللواتي يأتنا إلي ويحكن قصصهن لي بحكم إنني أديبة فكيف لي أن أتغافل هذه اللقطات من النص ,المبرر لديهن الجنس حاجة كقصتي (السجينة وحمد ياحمد ) وغيرها من قصص التي تناولتها في كتاباتي ,لكن كل ما أتناوله أضعه في خدمة القارئ, ليأخذ منه العبر, الخيانة لا مبرر لها تحت أي سبب من الأسباب , بالتالي هذه التصرفات أودت بحياة الكثيرات, وطلاق بعضهن نتيجة فضحهن هي بحاجة إلى دراسة أطباء _معالجة لكلا الطرفين .
_من أهم أكثر الأدباء تقرئين لهم أو تتأثرين بكتاباتهم , وهل تستفيدين منهم أم إنك تعتمدين ذاتك في الكتابة .
_في مكتبتي المتواضعة تجدين أسماء من أدباء كرد وعرب وروس أمريكا اللاتينية وأوربية, نعم استمتع بمطالعة نتاج هؤلاء أتأثر ببعض منهم, لكن لكل أديب زمانه وأسلوبه الخاص وواقعه ,مثلا قبل عقود لم تكن هناك كل هذه التقنيات اليوم ترين هذه التقنيات تحتل جزء من نتاج الأدباء .
_في ظل وجود أسماء كبيرة ولامعة في عالم القصة ما مدى الصعوبة التي يواجهها الشباب المبتدئين .
_ تلك الأسماء الكبيرة كانت مبتدئة في البداية هي _المثابرة _الثقة _المطالعة _حب المهنة الإيمان بالرسالة التي نؤديها كأدباء. .
_ثقافة كل قارئ تختلف من شخص لأخر . السؤال هنا هل على الكاتب أن بضع ثقافة جميع القراء بذهنه أثناء الكتابة ليصل جميع القراء بالمتعة نفسها وهم يغوصون في عالم القصص والكتب .
_نحترم جدا ذوق القارئ, المتلقي ولكن قد لا نستطيع أن نرضي جميع الأذواق, مثلا عندما نتناول موضوع الرشوة والفساد هل يرضون هؤلاء المستفيدين عما نطرحه.
_ما هي الرسالة التي تودين إرسالها من خلال قصصك , وأيضا ما هي رسالتك للشباب الذين يحاولون الكتابة , وهل للكتابة اختصاص وسن معين ..؟
_أن يكون هناك قانون حقيقي على ارض الواقع لا على الورق ,يحمي الطبقة المسحوقة من البيروقراطيين وأرباب العمل, وبالتالي تبني هؤلاء الضعفاء من قبل الجهات المعنية سواء بإتاحة فرص العمل أو تعويضهم شهريا لحين تأمين فرص عمل لهم ,بذلك نتجنب على الأقل حالة الفقر أو دون مستواه, ولا ننسى بهذا نجنب الأطفال العمل المبكر, الذين يعملون تحت ضغط الحاجة ,كم من طفل كان كبش الفدى للفقر, أما بالنسبة لشق الثاني من سؤالك هناك من الأدباء من يتناول جميع الفنون, وهناك من يسلك نوع معين من الأدب ,وهذا يرجع إلى طبيعة الأديب ,لا يوجد سن معين لأي مهنة كانت ولكن يفضل أن يبدأ الإنسان مشواره فيما يختاره من مهن في سن مبكرة .
_في زماننا الحالي أصبحت الشبكة العنكبوتية من أكثر الوسائل التي تساعد على التواصل اجتماعيا فهل هذه الشبكة تحقق شهرة الكاتب .. ؟
_الشهرة إذا لم يقابلها نص جيد مسيرها في سلة النسيان, ثم التغاضي رويدا رويدا من قبل القراء .
_شباب الكورد والشبكة العنكبوتية والأدب والفكر والطموح , هل ترين في شبابنا الكورد ذاك الطموح المحمود الذي نبتغيه جميعا فيهم , وما رأيك كمثقفة في شبابنا الكوردي ..؟
_الشباب الكرد هم السباقين لكل ما هو جديد وحضاري ,طموحهم مدروس عن وعي وثقة بمستقبل أكثر إشراقا وعدالة ,رغم ما يواجهنه من صعوبات ,هم الأمل .
_كتابة القصة بحد ذاتها كيف تبدأ , هل تبدأ برسم الشخوص في مخيلتك وتترك لمخيلتك العنان أم القصة تكون شبه واضحة في مخليتك .؟؟
_الخطوط العريضة _التفاصيل _التعايش مع الحدث _مواجهة الشخوص فيما يصبون إليه _الحلول _في بعض الأحيان نترك النص مفتوحا للقارئ ليعالجه ليضع له حلولا مناسبا ليكون له دور في هذا النص أي القارئ.
_أول قصة كتبتيها (ظلم أبي ) من أين استوحيتي الفكرة وهل كان للمحيط والأهل دورا هاما , وما هي الصعوبات التي واجهتها ..؟
_القصة واقعية إلى حد ما, شاهدت تفاصيلها بأم عيني, كان لها تأثير بالغ في نفسيتي آنذاك ,جعلتني خارج الحياة لمدة شهرين إلى أن تم انجازها ,هي الشرارة الأولى التي كونت وفجرت طاقة الأدب لدى وزنة حامد .
_المنتديات تختلف عن المواقع من حيث التعامل برأيك لما الكاتب الكوردي بعيدا عن المنتديات مقارنة بباقي الشعوب , بما أن نوروز تنفرد في استقطاب الكرد أين وزنة من المنتدايات وما رأيك بالمنتديات .
_(النت ) رائع وخارق للتعارف الاجتماعي ,الثقافي ,تبادل الآراء والأفكار مع الشعوب الأخرى, لكن يبقى الوقت عامل مهم في هذه المسألة أنا كما تعرفين أوقاتي موزعة ما بين القرية التي ادرس فيها والتي تبعد عن منزلي سبعين كيلو متر, وبين الأدب والسفر الدائم من جهة أخرى, فقط وزنة حامد محرومة من هذا التوزيع صدقيني في بعض الأحيان اشتاق إلى وزنة إلى ذاتي .
_سؤالي ربما يكون غريبا أو بالأحرى لأقول بان الفضول الذي جعلني اختم لقائي الشيق معك رواية (أيام رمادية ) قيد الإصدار يا ترى لإهداء لمن سيكون .؟
_لفارس أحلامي الذي مازلت انتظره على أبواب المجهول .
حاورتها الاعلامية :هيف سعد