رمضان الأمل - للكاتب سامي الشرقاوي

الأمل في أن يرجع العصفور إلى الدار.

والأمل في أن تلين القلوب وتتفتّح الأزهار.

والأمل في أن يفور الماء ليسقي البذار.

والأمل في أن تصدح نغمة الحب مع خرير الأنهار.

والأمل في أن يعود ليعقوب نظره،

ويرجع داود يغنّي على المزمار.

والأمل في أن يخلص أيوب من بلواه،

ويعبق الفرج على الناس

كما يعبق الأريج من الأثمار.

الأمل بإرجاع الزمان إلى أيام زمان، أيّام كان الزمان إنساناً طيباً عطوفاً، أيّام كان الحلم فرحة،

والفرحة حقيقة وواقعاً.

أيّام زمان…عندما كان الطفل لا يحلم غير الهناء والصفاء، والفتاة تحلم الحب بطابع الحياء،

والفتى لا يحلم غير العنفوان والإباء.

هكذا نريد أولادنا، هكذا نريد أحلامهم وأحلامنا، هكذا يجب أن تكون الأحلام.

نريد أن يحلم أولادنا بالعز والفخر والمثل العليا. وأن يروا في أحلامهم الأنبياء ورجالات التاريخ والعلم والأدب والثقافة، فتزقزق قلوبهم فخراً وعزّاً وزهاء واعتدادا.

ونريد لبناتنا أن يحلمن بالشعر والغزل والهوى البرئ، وأن يحلمن بالفارس الأبيض، والزوج المثالي والمستقبل المشرق، فتزقزق قلوبهن سعادة ونشوى وهناء.

نريد لأجيالنا الناشئة، أن تربو على الثقافة والعلم والفهم.

نريدهم أن يحبّوا لا أن يكرهوا، نريدهم أن يبنوا ويفكّروا، لا أن يهدموا ويدمروا.

نريد لهم الحياة الحلوة الطّيبة، نريد لهم البراءة والصدق، نريد لهم الصفاء والود.

نريد لهم الحلم الجميل.

هذه أمانينا نطلب من الله أن يحقّقها لنا بشفاعة شهر الخير والرحمة.

وكل عام وأنتم بخير.

رمضان كريم والله أكرم.

سامي الشرقاوي