مســــــــــاء بلا ذاكرة - للشاعر بركات معبد
يقولون في القديم
أن العشق عصفور يجيئ مع الليل
ينقر صدر الفتاة البكر
ينفخ فيها من روحه ويأفل
فتضفر الصباح بالليل وتتهيأ للعرس
أغمض جانبي على مسافةٍ تعذبني
وتسمح بالمبيت على أصوات رمل يعوي
العصافير لا تحب النوافذ المغلقة
ولا تقف على درج الرغبة المتسللة
من أصابع الأرض المملحة بالغياب
المساء الذي يرتديني دون ذاكرةٍ
تتدحرج نجومه ككرات الأنوثة على مفاتن الروح
تزرع فوق صدري العاري عرق أحلام قديمة
منذ جيل كنا نفتش في البارحة
عن موعد صالح للقائنا
أو وسيلة عرجاء لبلوغ مدخل للغدِ
طرزته الطريق اليتيمة ببقايا حلم تجذر في ماض حزين
لكنه الخوف غل ضلوعه في الجمر
ثم شق طريقه في مغارات اليمام المهاجر
ينبئ بالوجع المسافر في رحال الأنبياء
وأنا قليل المروءة
أفتح صرخة الجسد خلف عزلة الكلام
أسير خلف ثدي أمي المدلى من جثة الليل
أتذكر دفء الحليب المعلب في اشتهاء أنثى
غارسا عينا التبجح في شئون النساء الداخلية
أو في مخابئ الفيروز تحت أحلامهن الشفيفة
البنت على رصيف الأنوثة
تبادلت قبل النبيذ
مع الطيور الخجولة في سهو المواسم
فكت ضفاف الفجر
وألقمت ثديها للريح
ثم استكانت على صدر نقار المطر
تصنع صبحا من اشتعال الأصابع
وتضم المباح من غزل الشوارع إلى تمرد صدرها
فالغيم لم يزل يرسم وجه الوداع
ولم يزل في الماء يغمس صوت الهديل
يمهد مسارا لجناح الحمام في سياج الصباح
أواصل سيري رويدا
لعلي أفرط الدوران في مدارها المغلق
أو اللحاق بتظاهرة التعارف على حافة الصور
أنحت وجه الشتاء طفلا يشد ثوب السماء
له في الأرض تفاحة على شفة نبع
ومن الشجر الأخضر قيلولة على صدر امرأة
أتابع أعوامها النافرةِ
في زحام السنين والحساب
وأقف على غرة الخمسين كطائر الصحراء
مأسورا بين ضفائر التلال وثدي المطر
أخلع الأغصان عن جسد المسافة القادمة
ومن وراء غبار الرمال
أهيئ للجمر الطموح صدر الكهوفِ
وأعتلي أسطورة العشق في حكايات العجائز
منشورات مجلة Unknown
بتاريخ السبت, سبتمبر 03, 2011.
أنظر قسم
شعر وشعراء
.
نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا