مثلث برمودا ومثلث التنين - للباحث أحمد فاروق
رغم شهرة منطقة مثلث برمودا الواقعة في المحيط الأطلسي على مقربة من الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية بسبب صلتها بحوادث اختفاء السفن والطائرات التي وصل العلماء إلى إيجاد تفسيرات حاسمة بشأنها ، لكن هناك منطقة أخرى أقل شهرة منها وتقع في منطقة قبالة الساحل الغربي الجنوبي لليابان على بعد 100 كم من جنوب العاصمة طوكيو حيث تملك هي الأخرى تاريخاً من الموت كمثلث برمودا وربما تملك تفسيرات مشابهة لحوادث مثلث برمودا، يخشى البحارة اليابانيون من الإبحار في هذه المنطقة ويطلقون عليها اسم بحر الشيطان (ما نو أومي باللغة اليابانية) كما تعرف أيضاً باسم مثلث التنين ولها أسماء أخرى مثل مثلث فرموزا و "مثلث برمودا المحيط الهادئ ". ويختلف موقع وحجم تلك المنطقة إعتماداً على إختلاف التقارير.
الأسطورة
هناك أسطورة منتشرة حول هذه المنطقة تعود إلى قرون مضت وتزعم أن هناك تنيناً ضخماً ومضطرب يخرج من مسكنه في الأعماق لاصطياد أي بحارة ذوي حظ عاثر يمرون في هذه المنطقة. وكثيراً ما ذكر بحارة يابانيون وقوع أحداث غريبة في هذه المنطقة ، كما ذكروا سماعهم لأصوات رهيبة ورؤية أضواء حمراء فظيعة. وهم يعتقدون أن هناك مخلوق قوي يعيش في قصر منيف تحت الماء ، وهم يسمون هذا الوحش باسم "لي لونج" أي التنين ملك البحر الغربي ، كما يقولون بأن مخبأه مزخرف بالسفن التي يصطادها. وتمتد هذه المنطقة الغامضة من غرب اليابان حتى جزيرة "ياب" في الجنوب إلى الغرب من "تايوان". ومثلما يحدث مع مثلث برمودا ، فإنه قد وقعت أحداث يفوق متوسط عددها عن عددها خارج المنطقة من حوادث الملاحة إلى فشل الإتصالات .
منطقة خطرة
موقع مثلث التنين على الخريطة
بحلول أواخر عام 1940 ، دفعت حوادث إختفاء السفن في المنطقة الحكومة اليابانية إلى التصريح بأن المنطقة تعتبر منطقة خطرة ، وقررت في أوائل عام 1950 إرسال سفينة أبحاث لدراسة هذه المنطقة ، وبالرغم من تمتع فريق البحث برؤية واضحة وبحر هادئ ، إلا أن سفينة الأبحاث "كياو مارو رقم 5" قد اختفت في 24 سبتمبر 1952 من دون أن تخلف أي أثر وراءها . وفُقدت أرواح جميع أفراد الطاقم المكون من 22 شخصاً إلى جانب 9 علماء ولم يُعثر على السفينة مطلقاً. وبعد سنوات قليلة نسبياً ، تم الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث من الاختفاء الغريب في المنطقة الغربية. وبالنسبة لليابانيين ، فإن هذه الحوادث تعتبر عادية حيث تعود لعدة قرون مضت وما زالت مستمرة حتى اليوم. ومنها مشاهدتهم المتكررة لسفن شبحية Phantom Ships ولم تقتصر حوادث الإختفاء على السفن بل شملت أيضاً الطائرات .
إختفاء 9 مراكب بحرية
بدأت تشهد منطقة مثلث التنين المتصلة بالأسطورة القديمة شهرة واسعة وإهتماماُ متزايداً مع المقالات التي نشرتها الصحف اليابانية في بناير من عام 1955 ، حيث اختفى 9 من المراكب البحرية لأسباب مجهولة ، وأحدها كان فقدانه ناتجاً عن بركان وموجة مد وجزر ، وآخر أرسل نداء إستغاثة SOS ، بينما المراكب الـ 7 المتبيقة كانت عبارة عن قوارب صيد صغيرة. اختفت في الفترة بين أبريل 1949 و أكتوبر 1953 في مكان ما بين جزيرتي مياكي وإيوجيما على مسافة تمتد لـ 750 ميلاً ( 1230 كيلومتراً).
ملامح مشتركة بين المثلثين
مثلثي برمودا والتنين على الخرطية
في الواقع ، تشبه منطقة مثلث التنين إلى حد كبير منطقة مثلث برمودا وقد عُرفت عن كلا المنطقتين حدوث تغيرات حادة في الظروف المناخية مثل الضباب الغير متوقع ، وموجات المد والزلازل البحرية والأعاصير ، وكلاهما يمتلك أمثلة على وجود خطوط غير متوازية ، وعدم وجود الخطوط التي توجه إبرة البوصلة ناحية الشمال والجنوب بشكل صحيح. نظراُ إلى أن كلاً من منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين لا يقعان على الخطوط التي يتطابق فيها الشمال المغناطيسي مع الشمال الجغرافي، بل إن هناك إنحرافاً قدره 6 درجات بين الشمال المغناطيسي والجغرافي عندهما. ويعتبر أكثر وجه للشبه الغير محبوب بينهما هو وجود مستويات مرعبة حقاً من حوادث غرق وحالات الإختفاء.
فرضيات التفسير
البعض يرى أن هناك قواعد لمخلوقات قادمة من الفضاء في أعماق البحر عند هذه المنطقة ويرتكزون في أريهم على مشاهدة متكررة لأجسام طائرة مجهولة تنطلق من البحر فيها. والبعض الأخر يرى أنها تمثل عرش للشيطان على الماء الذي ذكرته بعض الأحاديث النبوية وهو يحضر جنده لمعركة نهاية العالم ويؤيد هذا الإعتقاد د. عائض القرني في كتابه :"الحقيقة الغائبة .. أسرار برمودا والتنين من القرآن والسنة" لكن للآخرين تفسيرات أكثر منطقية لحوادث الإختفاء وهو أن منطقتي التنين وبرمودا هي في الواقع بؤر لإلتقاء الطاقة المغناطيسية والتي تسبب تعطل الأجهزة الإلكترونية والتوجيه الخاطئ في البوصلة، بالإضافة إلى تواجد هيدرات الميثان التي تجعل الماء أقل كثافة من كثافة جسم السفن فتتسبب في إغراقها وتسبب إنفجار الطائرات نظراً لخصائص الميثان الإنفجارية . هيدرات الميثان هذه تنطلق من قاع البحر وتتحول من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية مباشرة (حالة التصعد)، بعد أن كانت مأسورة في طبقات الصخر في قاع البحر وتنطلق بشكل غازي نتيجة الحركات التكتونية والهزات الأرضية مسببة تغير كثافة الماء وبالتالي إلى غرق السفن. كما تتجه أصابع الإتهام إلى البراكين القابعة في أعماق البحر والتي يعتقد أن لها دوراً في إحداث تغيرات امناخية حادة وغيرمتوقعة،
تأتي معظم التفسيرات الأقرب للواقع لأحداث الاختفاء الغامض في مثلث برمودا متماشية مع ما أقرت به القوات البحرية الأمريكية وخفر السواحل، تتناول تلك التفسيرات الخطأ البشري وظروف البيئة، لطالما شهدت تللك المنطقة معدلاُ مرورياُ عالياُ من قبل الهواة والمبتدئين من ربان السفن وملاحي الطائرات ومن المنطقي أن تؤدي زيادة الحركة المرورية إلى زيادة عدد الحوادث أو حالات الاختفاء.نورد فيما يلي الأسباب المحتملة لتلك الحوادث والتي تعطي تفسيرات ممكنة لفك اللغز:
1- أنماط الظروف المناخية
تيارات الخليج المندفعة - صورة ملتقطة من القمر الصناعي لوكالة الفضاء الأمريكيةتتميز منطقة المثلث بأنها عرضة لعواصف عنيفة وغير متوقعة وتغيرات مناخية مفاجئة، تلك العواصف الشديدة والقصيرة المدة في آن معاً تنشاُ في فترة زمنية قصيرة كما تختفي بسرعة لدرجة عدم تمكن القمر الصناعي من رصدها بدقة حيث يمكن للدوارات المائية العملاقة الكثيرة الشائعة الحدوث في المنطقة أن تغرق السفن بسهولة أو حتى أن تدمر طائرة مارة بالقرب منها. والدوارة المائية عبارة عن إعصار يحدث على سطح المحيط ويرمي بمياهه بعيداُ في السماء ولمسافة تتجاوز آلاف الأقدام، وبعض التفسيرات الأخرى تلقي باللوم على المؤثرات البيئية كالزلالزل التي تحدث في أعماق المحيط والتي يمتد تأثيرها لإحداث أمواج عملاقة بارتفاع 100 قدم! كما تلعب تضاريس أعماق المحيط دوراُ مهماُ فهي تتراوح من انحدارات انسيابية وخفيفة في الطبقات القارية إلى جروف شديدة الإنحدار. وفي الواقع يوجد في منطقة المثلث أكثر الأخاديد عمقاُ في العالم ! لذلك يتعذر إيجاد الطائرات أو السفن الغارقة. وأيضاُ لا ننس تيارات الخليج الكاريبي التي تحدث في منطقة المثلث فهي عنيفة ومضطربة تشكل تحدياً في توجيه السفن والطائرات خاصة بالنسبة للملاحين القليلي الخبرة حيث سجلت سرعة التيار بـ 5 أميال في الساعة في بعض المناطق وهي سرعة كافية لرمي الملاحين مئات الأميال إن لم يأخذوا الاحتياطات اللازمة ويمكن لذلك أن يمحي أي أثر كدليل على الكارثة.
2 - هيدرات غاز الميثان:
تلك النظرية تفسر على الأقل بعض حوادث الاختفاء في منطقة المثلث، حيث اكتشف علماء من جامعة كارديف وجود قوي ومركز لغاز الميثان المحبوس في قاع المحيط، ينتج ذلك الغاز نتيجة موت الكائنات البحرية وتحللها بفعل بكتريا تطلق ذلك الغاز وبالنتيجة يتراكم بشكل طبقات صلبة تشبه الثلج تدعى "هيدرات غاز الميثان المحبوسةهيدرات الميثان"، تحبس طبقات الثلج غاز الميثان بداخلها ويدرس العلماء حالياُ وسيلة لاستخدامها كطاقة بديلة. باستطاعة مخزون الغاز أن ينطلق من القاع على شكل فقاعات إلى سطح المياه بغضون ثوان قليلة ودون سابق إنذار فأن مرت سفينة في تلك المياه فأنها ستغرق على الفور بسبب انخفاض كثافة الماء نسبة لكثافة السفينة ومن المعروف أن الأشياء تطفو على الماء بسبب انخفاض كثافة أجسامها نسبة لكثافة الماء في وحدة الحجم، ويمكنك تجربة ذلك من خلال ضخ الهواء في حوض ماء حيث ترى غرق الأشياء التي كانت طافية. كما يمكن لفقاعات ذلك الغاز أن تشعل النيران في جسم الطائرات لدى انطلاقها من السطح باتجاه السماء.
كما فسر العالم الجيولوجي بيل ديلون حوادث غرق منصات التنقيب عن النفط في المحيط إلى تلك الغازات.
3 - القراصنة
على الرغم من أن القراصنة أمثال ذو اللحية السوداء وجاك سبارو (قراصنة البحر الكاريبي) يعتبرون سبباُ بعيد الاحتمال وخيالياٌ لحوادث الاختفاء إلا أن القراصنة الجدد يمكن أن يكون لهم دور في ذلك ،ففي السبعينيات والثمانينيات استخدم القراصنة زوراق لتهريب المخدارت.
4- نظريات أخرى
على الرغم توفر النظريات المذكورة لحل لغز مثلث برمودا ما زال بعض الناس يفضلون الإشارة إلى الضباب الإلكتروني المفتعل من قبل الكائنات الفضائية إو إلى ظاهرة شيطانية خارقة للعادة أو آثار حضارة أتلانتس المفقودة على أنها سبب قوي لحوادث الاختفاء تلك، وستجعل تلك التفسيرات من ظاهرة مثلث برمودا منبعاُ دائماً للغموض والدهشة.
من اشهر الاختفاءات وحسب التسلسل الزمني:
السفن
-سفينة بيكرينج 1800 م
- سفينة واسب 1814 م
- سفينة وايلد كات 1824 م
-سفينة أتلنتا 1880م
-سفينة فريا 1902
- سفينة سايكلوبس 1918م
-كوتوباكسي 1925
-رايفوكو مارو 1925
-جون وماري .... 1932
-لادهاما....1935
-غلوريا كوليتا ....1940
-بروتيوس نيروس....1941
-روبيكون .... 1944
- السفينة الحربية البرازيلية (سنة 1951م
السفينه الأمريكية الكبيرةمارين سلفر كوين 1963
سفينة اثاكا ايلاند في نوفمبر سنة 1968م
سفينة ملتون أترايدز في أبريل سنة 1970م
سفينة أنيتا عام 1973
الطائرات
1809 :هنري ريفنز, أبحر بسفينته مع 7 من مرافقيه, منذ أن رحلوا لم يعد يسمع عنهم شيئا.
1814 :سفينة ا لقوة البحرية الأمريكية, بقيادة جونستون بلايكلي اختفت
1947 :طائرة الجيش سي-45 اختفت على بعد 100 ميل من برمودا.
1948 :في يوم 30 من شهر يناير طائرة على متنها 31 شخص اختفت بعد رحلة ترانزيت إلى برمودا.
1948 :في نفس العام اختفت طائرة دي سي-3 على متنها 32 شخصا, وأيضا في نفس العام طائرة أخرى اختفت حاملة معها 35 شخصا من بورتريكوا.
1949 :طائرة اختفت في 17 من شهر يناير, كانت الطائرة على وشك تحويلالراديو من برج مراقبة برمودا إلى برج مراقبة جاميكا حين اختفت, كانالطيار قد وصف الجو بأنه جيد جدا قبل لاختفاء بقليل!
1949 :طائرة دي سي-3 حاملة معها 30 رجلا وامرأة وطفلان اختفت.
1950:طائرة "فرايتر" أمريكية, طولها 350 قدم, اختفت دون أثر هي ومن معها من الرجال الثماني والعشرين.
1951 :طائرة "غلوب ماستر" اختفت وكان على متنها 53 راكبا.
1952 :طائرة بريطانية اختفت وعلى متنها 33 شخصا.
1954: 42راكبا على متن طائرة بحرية أمريكية اختفت.
1962 : ناقلة جوية عملاقة أقلعت من قاعدة "لانغلي" الجوية بفرجينيا ولم تعد.
1963 : مارين سولفر كوين" وهي "فرايتر" أمريكية اختفت مع طاقهما كليا, لم يسمع أي نداءات للنجدة أو أثر لبقاياها.
1967 :طائرة شحن أختفت ولم يعثر لها على أثر
منشورات مجلة Unknown
بتاريخ الأحد, سبتمبر 11, 2011.
أنظر قسم
أبجدية صبا,
ملفات
.
نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا