تعدد الزوجات في الأسلام - من مسودة كتاب وثنية الفكر..سميرحمايه
مقال قرأته لكاتبه عربيه هي (ن_ب) بعنوان انا وازواجي الأربعه راحت تقص فيه
قصتها كزوجه من أربع أزواج لرجل وتحكي عن الظلم الذي وقع عليها وتطالب في
وقاحه كيف لا يكون لها أربع أزواج مثل الرجل فقد تحتاج علي المستوي الغريزي لأكثر
من رجل وبعيدا عن شطحات هذه الكاتبه الشيطانه وهي لا تستحق التعليق وجدت من واجبي
أن أوضح لكم مبدأ تعدد الزوجات في الأسلام وأتمني أن اكون موفق في اجتهادي
تعدد الزوجات في الأسلام
قال الله تعالي (وان خفتم ألا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثني وثلاث
وأربع وان خفتم ألا تعدلوا فواحده أو ماملكت أيمانكم ذلك أدني ألا تعدلوا) (النساء3)
*** لم تنفرد الشريعه الأسلاميه من بين الشرائع السماويه بمبدأ تعدد الزوجات فشريعة
التوراه تثبت ان يباح للرجل للزواج بمن يشاء وهي تذكر أن الأنبياء كانوا يتزوجون من
النساء بالعشرات لا بل الأحاد وزوجات داوود عليه السلام مائة زوجه وسليمان تخطي أضعاف
هذا الرقم والتوراه بالطبع هي العهد القديم عند النصاري ويأخذون بها ولا يوجد نص في الأنجيل
أو الرسائل يخالفها ولم يوجد نص صريح أيضا بالمخالفه والكنيسه في العصور الوسطي كانت
تأذن للتعدد ولا تعارض فيه واتحدي خلاف ذلك وكذلك مابعد العصور الوسطي وملوك اوربا
الذين عددوا الزوجات معروفون وتاريخهم معروف.
*** واذا كان الأسلام انفرد بشئ في هذا المقام فالذي انفرد به أنه قيد التعدد فهو أول شريعه قيدت
التعدد صراحه وقيدته بثلاث أمور.
اولا....ألا يذيد عدد الزوجات عن أربع.
ثانيا...ألا يكون فيه ظلم لأحد النساء.
ثالثا..أن يكون قادرا علي الأنفاق.
والأمر الثاني والثالث لازمان في كل زوج ففقهاء المسلمين باختلاف فرقهم وبالاجماع انه
يحرم الزواج علي من يتأكد أنه لا يعدل مع زوجته اذا تزوج غيرها وهذا التحريم ديني لا يقع
تحت سلطان القضاء لأن العدل أمر نفسي ولا يعلم الا من خلال جهته والقدره علي الانفاق امر
نسبي ولذلك ترك الامر فيه الي تقدير الشخص وضميره وهو اثم عليه العقاب يوم القيامه ولان الظلم
او العجز عن الانفقاق يتعلق بالمستقبل والعقود لا تبني صحتها علي امور متوقعه..بل تبني علي امور واقعه
والظالم قد يكون عادلا والعاجز عن المال قد يكون قادرا فالمال قد يكون غاد ورائح ومع ذلك قرر الاسلام ان
الرجل اذا ظلم أمرأته او عجز عن الانفاق عليها كان لها طلب التفريق ولكن لا يمنعها من العقد اذا دخلت
راضيه ومختاره في انشائه.
والاسلام اذا كان كان قد فتح باب التعدد مع التضييق فيه علي ذلك النحو فلفرض اجتماعي يحفظ المجتمع
*** مايهدف اليه الاسلام من التعدد وتقييده باربع في صالح المجتمع.
اولا....قد ينقص عدد الرجال الصالحين للزواج عن عدد النساء الصالحات للزواج وخصوصا عند
الحروب المفنيه فقد لوحظ في بعض الدول الاوربيه ان عدد الرجال الصالحين بعد الحرب
يعادل واحد الي سبع من النساء فيكون كرامة المرأه ان تكون زوجه ولو مع اخري وتحمي
نفسها من الرزيله والحيره بين احضان الرجال.
ثانيا.....قد يكون بين رجل وامرأه شغف ولا يستطيعان معه الا تكون بينهما علاقه غير شرعيه
او أثمه فيكون من المصلحه الاجتماعيه ان تكون شرعيه وخير للمرأه ان تكون زوجه
من ان تكون خليله تنتقل بين احضان الرجال واذا كانت هذه صوره شوهاء للتعدد
فان فيها خير من عدم التعدد فان التعدد علي اسوأ صوره يرفع شرا اجتماعيا اعظم منه.
ثالثا....لا يمكن ان تقبل امراه الزواج برجل متزوج الا اذا كانت مضطره الي ذلك اضطرارا
فاذا كانت الزوجه الاولي ينالها ضرر بالزواج الثاني فان ينالها ضرر اشد من الحرمان
اذ تموت انوثتها او تكون ضائعه بين احضان الرجال والضرر الاكبر اهم من الضرر الاقل.
رابعا.....قد تصاب الزوجه بمرض لاتكون معه صالحه للعلاقه الجنسيه او تكون عقيمه فيكون من
المصلحه الاجتماعيه والشخصيه الزواج باخري.
***مشكلات تطبيق نص تعدد الزوجات***
وللأسف الرجال في في المجتمعات الحديثه يسيئون تطبيق مبدأ التعدد فهم يعتبرونه رخصه
وخاصه الاثرياء وهذه الرخصه يستغلونها في تحقيق اهوائهم وهم يطبقون الرخصه في الامر
الثالث وهو القدره علي الانفاق ولا يهتمون بالامر الثاني بالرغم انهما متلازمان في تطبيق
التعدد ويحكم هؤلاء الرجال اهواء ونزوات بعيدا عن قصد الشارع فهو ما ان تقع عينه علي
امراه الا وهواها ان كان له زوجه اصبحت الثانيه وان كان له اثنان اصبحت الثالثه وهكذا
حتي وان كان له اربع طلق احداهما وهكذا ايضا والظروف الاجتماعيه للبسطاء من الناس تدفعهم
لتقديم بناتهم الي تلك النوعيه من الرجال وكأن المرأه عبده تباع وتشتري في سوق نخاسه وينسون
ان هذا الكائن كرمه الله وله احاسيس ومشاعر وانوثه تحتاج لرجل عادل يروضها وتستشعر معه
بالايمان ولكن هؤلاء الرجال اساؤا للتعدد وقدموا صوره سيئه عنه للاخرين وبعيدا عن مقصد
المشرع وخلق هذا الوضع الكثير من المشاكل من قتل الانوثه عند بعض النساء او تمردهن
علي ذلك لشعورهن بالظلم من التعدد والتعدد بريئ من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب
فالظلم اساسا واقع من غياب الرجوله والقيم والعداله عند الرجل في سوء استخدامه الرخصه
وايضا هو يظلم المرأه كثيرا في عدم احترام مشاعرها ويتعامل معها بحب تملك حتي اذا
كانت تبغضه ونحن من اسأنا والاسلام بريئ من افعالنا التي ابتعدنا فيها عن قصد المشرع