اليوم الأخير في حياتهم...الحكـيـــــــم.. - هاني خير
ولد توفيق الحكيم 1898- 1987 بضاحية الرمل في الإسكندرية لأب فلاح وأم من جذور تركية، عاش طفولته المرحة في عزبة والده على خط دمنهور بالبحيرة وكان والده اسماعيل الحكيم مستشاراً وزميلاً لاسماعيل صدقي ولطفي السيد.
نال الحكيم البكالوريا المصرية عام 1921 ثم أضحى التلميذ طالباً في كلية الحقوق وحصل على الليسانس في جامعة القاهرة عام 1924 ليسافر بعد ذلك بعام إلى باريس لإكمال دراسته في القانون وكانت إقامته نيفا وثلاثة أعوام حيث نهل الفن من ينابيعه الصافية يومذاك وعاش عيشة فنان بوهيمي في مدينة النور التي استحوذت على مشاعره.
وفي عام 1928 عاد إلى مصر وعمل بالقضاء بمرتبة نائب للوكيل العام في الأرياف، وظل يشغل هذه الوظيفة حتى عام 1934 ثم انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مديراً للتحقيقات وظل يعمل بها حتى نقل منها إلى وزارة الشؤون الإجتماعية التي كان أول من نادى بإنشائها ثم تفرغ للعمل الصحفي.
وفي عام 1976 انتخب رئيسا لهيئة مكتب اتحاد الكتاب كما اختير رئيساً لنادي القصة وعضوا في المجلس الأعلى للثقافة.
ترك الحكيم مؤلفات كثيرة شملت المسرحيات والقصص والروايات والدراسات النقدية من أشهر مؤلفاته مسرحيات:
شهرذاد، أهل الكهف، السلطان الحائر، وإيزيس التي اقترب فيها من الفن السياسي الجماهيري الذي التصق عادة باسم بريخت ورواية عودة الروح وعصفور من الشرق. ويوميات نائب في الأرياف.
أثار الحكيم كثيراً من الجدل حول دوره الأدبي وأعماله المسرحية والروائية ومواقفه السياسية المتقلبة والمتناقضة البعيدة عن المثالية الأدبية التي نادى بها ولاسيما في كتابه الشهير عودة الوعي وقد تم الرد عليه بكتب كثيرة منيرة على حد تعبير الدكتور إبراهيم الكيلاني.
أما آخر ما فعله وقاله الحكيم : قالت ابنته الوحيدة زينب إنها عادت إلى منزلها مساء الأحد 26/7/1987 اتصلت بمستشفى المقاولين العرب وأخبرها الأطباء أنها يمكنها العودة إليه والمبيت مع والدها فشعرت أن هذه هي الليلة الأخيرة في حياته وظلت بجواره هي وفريق الأطباء حتى فارق الحياة إن آخر ما طلبه الحكيم قبل وفاته أن ينقل إلى جناحه بمستشفى المقاولين العرب ليموت بجوار صورته ولوحة يزينها لفظ الجلالة معلقتين على جدار الجناح وقد أوصى ابنته بألا تتصرف في أشيائه الخاصة.