فنون 2011 صناعة الجمهور - وفاء صبيح
صناعة الجمهور، قد يكون العنوان العريض لمسيرة الفنون الجميلة في بلدنا خلال العام الجاري، فالأجندة المليئة بالاقتراب من هذا الجمهور، تتضح معالمها معلماً إثر آخر،
والمعارض التشكيلية الجوالة التي أفصح عنها الفنان اكثم عبد الحميد بوصفه، مديراً للفنون الجميلة في وزارة الثقافة تصب في ذات المجرى.
لأول مرة بينالي في دمشق، يسلط الأضواء على منجز المحترف التشكيلي السوري، مع شيء من الإغراء الخارجي، فنانون من عشرين دولة عربية وأجنبية.
هو الذهاب إلى الجمهور، وليس في ذلك مذمة، فالثقافة تنتج جمهورها، تماما مثلما ينتج الجمهور الثقافة. وطموحات « مديرية الفنون الجميلة» هي نوع من إعادة صياغة الخطاب التشكيلي المحلي، بما يتناسب وعدم جماهيرية هذا اللون في المشهد الثقافي الكلي.
ولربما هذه الخطوات تعطي انطباعا أكيدا بأن التجربة السورية في الرسم والنحت ستتعرض للمزيد من الإعلان والظهور، بما يمكنها من التواصل مع الجمهور بطريقة جديدة.
والبينالي ليس مجرد أحلام تراود عشاقه، بل هو خطوة تتخذ طريقها إلى التنفيذ،كما إن المعارض الجوالة ستقيم شهرا في كل محافظة.
من فوائد البينالي اطلاع التشكيليين والمتذوقين على التقنيات الجديدة المحلية والأجنبية، وقد يكون حدثاً احتفاليا هاماً، لا تقل أهميته عن المهرجانات المتخصصة، لكن الأهم - برأيي- هو تلك المعارض الجوالة التي ستزور مدناً قد لا تعرف شيئاً عن المشوار الذي قطعه التشكيل السوري، ومن حق جمهورها أن يرمم شيئاً من قطيعته مع النحت والرسم، والغرافيك، فتجربة تذوق الفنون البصرية وارتياد المعارض، لم تتأصل عنده بعد, ومرد هذه القطيعة أسباب كثيرة، معرفتها «علم ينفع والجهل بها يضر».