فريد الألحان - بقلم الشاعر محمد محمد علي جنيدي
بمناسبة ذكرى رحيل الفنان الخالد فريد فنه وزمانه الموسيقار الخالد فريد الأطرش والذي وافته المنية يوم 26/ 12/ 1974م أقدم لإخوتي وأخواتي القراء (قصيدة فريد الألحان) والتي أرجو أن تكون نقطة في بحر عطائه المتجدد والذي نهيم على أنغام أمواجه الرائعة والخالدة خلود الزمن.
أنَا مَا زِلْتُ مُشْتَاقاً إلى قِمَمِ
فريدُ الحُبِّ والأخْلاقِ والكَرَمِ
فيَا قَيْثَارَةَ الألْحَانِ مُذْ زَمَنٍ
أُنَاجِي اللَحْنَ وَهْوَ يَذُوبُ في ألَمِ
ألا يَا هَذِه الأوْطَانِ مِنْ شَادٍ
يُنَاغِي القَلْبَ إنَّ القَلْبَ في سَقَمِ!
فَمُذْ غَابَ الَّذِي نَهْوَاه سَاحَتُنَا
بِهَا الأحْزَانُ سَارِيَةٌ إلى نَدَمِ
فريدُ العُودِ كَانَ العُودُ صَاحِبَكُمْ
تُصَافِيهِ فَيَصْفُو رَائِعَ النَّغَمِ
تُغَنِّي مِلءَ ما في القَلْبِ مِنْ شَجَنٍ
فأسْكَرْتُمْ بَنِي الأعْرَابِ والعَجَمِ
وذَاكَ اللَحْنُ إعْجَازٌ لَهُ نَظْمٌ
فيُبْهِرُنَا كَأنَّ اللَحْنَ مِنْ حِكَمِ
بَقَى المَاضِي بِكُلِّ الحُبِّ نَذْكُرُهُ
ويَا أَسَفَاً لِمَا نَحْيَاه مِنْ نِقَمِ
فريدُ الأمْسِ لِلأنْغَامِ حَاضِرُنَا
بَدِيعُ اللَحْنِ مَنْ يَنْسَاه في الأُمَمِ