الإمارات العربية المتحدة في الذكرى 39 لتأسيسه وعلاقات وطيدة مع سورية
نقلا عن صحيفة الثورة السورية
تحتفل دولة الامارات العربية المتحدة اليوم بعيدها الوطني التاسع والثلاثين الذي يصادف في الثاني من كانون اول من كل عام ، وهي تواصل بإدارة قوية وخطا واثقة مسيرة التقدم والازدهار لتحقيق المزيد من الرقي لوطنها وشعبها ، حيث تشهد البلاد بصورة مطردة ومتسارعة تحولات جذرية في شتى القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية وفق رؤى واستراتيجيات طموحة تهدف الى توظيف جميع الوسائل والامكانات المادية والعلمية والبشرية لتحقيق التنمية المستدامة.
وبفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة باتت دولة الامارات تحظى بمكانة مرموقة على الساحة الدولية تعكس ماحققته البلاد من انجازات باهرة شملت مختلف نواحي الحياة اضافة الى انفتاحها الواسع على العالم عبر اقامة شراكات اقتصادية وتجارية وعلاقات سياسية مع مختلف دوله.
وفي هذا الصدد اعلن الشيخ خليفة وهو يواصل قيادة مسيرة العمل الوطني في ولايته الثانية تنفيذ استراتيجيات جديدة لتعزيز برامج وخطط التمكين السياسي التي كان اطلقها في ولايته الاولى استكمالا لمرحلة التأسيس التي انجزها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وقد عبر عن ذلك بقوله ان اطلاق الاستراتيجيات وتطوير التشريعات وانشاء المصانع وتعبيد الطرق وتأسيس الجامعات على اهمية كل ذلك وضرورته ليس غاية في ذاته وإنما الهدف هو بناء القدرة الوطنية عبر اطلاق الطاقة البشرية للمواطنين وتوجيهها نحو آفاق التميز والابداع والمنافسة.
ويتميز النظام السياسي في دولة الامارات بالاستقرار في شتى المجالات كنتيجة طبيعية للانسجام والتناغم بين القيادات السياسية والتلاحم والثقة المتبادلة بينها وبين المواطنين ، وفي اطار الجهود المستمرة لتطوير الاداء الحكومي اطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة وحاكم امارة دبي منذ العام 2007 استراتيجية للحكومة تبنت تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة تضمن الرخاء للمواطنين وتؤسس لمرحلة جديدة من العمل الحكومي يواكب التغيرات الاقتصادية في العالم ، كما اعلن عن وثيقة وطنية للدولة للعام 2021 الذي يصادف موعد الاحتفال بالعيد الذهبي لتأسيس دولة الامارات جاءت تحت عنوان «نريد أن نكون من أفضل دول العالم» وتبنى فيها اربعة عناصر رئيسية هي شعب طموح واثق ومتمسك بتراثه ، واتحاد قوي يجمعه المصير المشترك ، واقتصاد تنافسي يقوده اماراتيون يتميزون بالابداع والمعرفة، وجودة حياة عالية في بيئة معطاءة مستدامة.
نهضة في كل المجالات
وقد حققت دولة الامارات ازدهارا اقتصاديا عزز مكانتها على الخريطة الاقتصادية العالمية وتمكنت من المحافظة على قوة اقتصادها بالرغم من الازمة المالية العالمية التي عصفت بالعالم قبل عامين ، وشهد قطاع الصناعة فيها نهضة كبيرة الى جانب دخولها عصر الطاقة النووية منذ نهاية العام الماضي عبر تأسيس مؤسسة الامارات للطاقة النووية التي تتولى مسؤولية الاشراف على انشاء وتشغيل المنشآت النووية التي ستشكل ثاني اهم مصادر الطاقة بعد الغاز الطبيعي ، واختيرت ابو ظبي العام الماضي لتكون مقرا للمنظمة الدولية الجديدة التي تعنى بالطاقة المتجددة اي عاصمة لمنظمة «ايرينا» الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وتعتمد الامارات بشكل اساسي على قطاع النفط والغاز من حيث احتياطي النفط عصب الاقتصاد في الدولة وتحتل الامارات المركز الثالث من حيث احتياطي النفط في العالم ب 98 مليار برميل ، والمركز الخامس في احتياطي الغاز بنحو 6 تريليونات قدم مكعب ، كما تتمتع الامارات بمقومات سياحية بسبب الامن والاستقرار والموقع الجغرافي والطقس المميز مع وجود بنية تحتية حديثة ومتطورة تكفل افضل الخدمات السياحية ، كما تتمتع الامارات بنهضة قوية في قطاع التعليم حيث يبلغ عدد المدارس الحكومية والخاصة 1245 مدرسة تضم نحو 700 ألف طالب ، ويوجد فيها عشرات الجامعات ومؤسسات التعليم العالي وقد اسهمت هذه الجامعات بتخريج اكثر من 95 ألف خريج وخريجة حتى نهاية العام 2009، وتولي الدولة اهتماما خاصا لقطاع الصحة ويتوفر فيها 40 مستشفى واكثر من 115 مركزا للرعاية الصحية الاولية توفر خدمات صحية ترقى للمعايير العالمية.
كما يشهد قطاع الاعلام في الامارات تطورات متلاحقة على صعيد تطوير البنية التحتية الاعلامية لمواكبة التحولات العالمية في مجال تقنية الاتصالات والمعلومات وتوجد في الامارات 15 محطة فضائية و24 محطة اذاعية وعشرات الصحف والمجلات بالاضافة الى وكالة وطنية للانباء كما تعمل فيها اربع مناطق اعلامية حرة فيها المئات من المؤسسات الاعلامية والى جانب ذلك اطلقت الامارات العديد من المبادرات والمشاريع الثقافية لتكون مركزا اقليميا للثقافة والفنون والتراث وجسرا للتواصل الحضاري مع العالم.
السياسة الخارجية
تنتهج دولة الامارات سياسة متوازنة ومعتدلة في التواصل مع جميع دول العالم وقد نجحت باقامة علاقات شراكة سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية مع العديد من الدول المتقدمة بما عزز مكانتها عالميا ، وأما بخصوص منطقتنا فتؤمن الامارات بأن تحقيق السلم في الشرق الاوسط وإنهاء الصراع العربي الصهيوني مسألة مركزية وحيوية للسلام والاستقرار في المنطقة ، وتعتبر انه لايمكن تحقيق ذلك إلا بوضع نهاية للاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة والانسحاب حتى حدود الرابع من حزيران عام 1967 بما يشمل القدس والجولان العربي السوري وماتبقى من الاراضي اللبنانية تحت الاحتلال ، كما تعتبر ان السلام العادل والشامل يستند الى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
العلاقات مع سورية
ترتبط دولة الامارات مع الجمهورية العربية السورية بعلاقات اخوية وطيدة أرسى جذورها الزعيمان الراحلان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقائد الخالد حافظ الأسد واستمدت زخمها من توجيهات قائدي البلدين السيد الرئيس بشار الأسد وسمو الشيخ خليفة بين زايد آل نهيان وقد أسهم تبادل الزيارات التاريخية بينهما في توثيق هذه العلاقات ، وقام الشيخ خليفة بثلاث زيارات لسورية اعوام 2000 2007 و2008 في حين قام الرئيس الأسد بأربع زيارات للامارات اعوام 2001 و 2004 و 2006 و 2008 كما شهد العام 2010 عدد من الزيارات واللقاءات بين قيادتي البلدين.
وعلى الصعيد الاقتصادي تم تشكيل لجنة مشتركة عليا بين البلدين عقدت منذ عام 2001 اربع دورات كان اخرها العام الماضي وقد جرى خلالها توقيع سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات النقل الجوي وحماية البيئة والتنمية والتعليم العالي والثقافة والتربية والسياحة وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2009 نحو 322 مليون دولار ، وتوجد اكثر من 20 شركة اماراتية تقوم بتنفيذ مشاريع في سورية في مختلف القطاعات الاقتصادية ويقدر حجم الاستثمارات الاماراتية في سورية بنحو 20 مليار دولار .
ويرتبط البلدان الشقيقان بعدد من اتفاقيات التعاون الثنائي منها اتفاقيات تعاون في مجال القضاء واتفاقية تعاون اقتصادي ، واقامة منطقة تجارة حرة ، واتفاقية تأسيس مجلس رجال الاعمال المشترك ، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية في مجال النقل الجوي، واتفاقية حول تنظيم العمالة السورية في الامارات حيث يشار هنا الى ان عدد الجالية السورية في الامارات تناهز 140 ألف شخص.
وتجدر الاشارة هنا الى ان المؤسسات الاماراتية تقوم بتنفيذ العديد من المشاريع الانسانية في سورية من بينها مستشفى الشيخ خليفة بحمص بكلفة 100 مليون دولار تبرع بها الشيخ خليفة خلال زيارته لسورية عام 2007.
وبناء على امر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي قدمت مؤسسة دبي للاعلام مساعدة مالية وفنية للتلفزيون العربي السوري لانشا ء مركز اخباري بمواصفات حديثة قدرت كلفته ب 9 مليون دولار وتم تسليم المركز في 26/4/2009.
واستعدادا للاحتفال باليوم الوطني للامارات تزينت العاصمة ابو ظبي بهالة من الاضواء وملايين القطع المضيئة على شكل لوحات تراثية وفنية غطت الشوارع والميادين والطرقات والاماكن العامة لتتلألأ بها المدينة.
ونشرت بلدية ابو ظبي بهذه المناسبة نحو خمسة ملايين قطعة ضوئية تشمل شبكات مضيئة في الشوارع والميادين وساحات العاصمة واطلقتها منذ مساء امس لتكون المدينة على موعد مع انوار الفرح عبر اكثر م 4500 شبكة مضيئة تم نشرها على جذوع الاشجار وجوانب الشوارع و3200 قطعة تشكيلية هندسية على شكل قطرات الندى على طول سياج كورنيش ابو ظبي ومجسمات على الدورات وتشكيلات هندسية على الجسور والانفاق وفي ارجاء وشوارع المدينة ومداخلها. وستقام احتفالات فنية وثقافية في مدن الامارات كافة.