سيدة القصر - للشاعرة ماري مريومة
نعم وقد إنتهى الأمر...
لم أعد أريد أن أكون سيدة القصر...
دعني أرحل في سر
وإن سألوك عني
قل لهم خانتني
وأنا الذي أحببتها
وكنت لها وافيا في البرد و الحر
وعطرت أجوائها بالزهر
أنا الذي ملكتها قلبي
وأسكنتها القصر
قول لهم ما تشاء من الأمر
إجعلني قبيحة في نظرهم
حتى لا يتذكرني أحد بعض دهر
نعم وقد إنتهى الأمر...
لم أعد أريد أن أكون سيدة القصر...
أعد لي حريتي
وخذ الماس و الذر...
أعد لي ما سلبته مني و تستمر
أعدني طفلة تعدو حافية القادمين
بوجه غر...
عدني إلى بيتي الريفي ببئر...
أصحو على ثغاء النعاج
وأنام على صوت الصرار...
وحزن الناي ومواء هر...
أعدني إلى أيام كنت فيها حبيبا
لم أعرف مثله أبد الدهر...
تغدق علي الغزل في المساء و الظهر
تنظم الشعر قوافي
ونسرح بالخيال معا
فهل نحن نسكن البر أو البحر...؟؟؟
نصير النجوم مراكب
ولا نعي كم من الوقت مر
حتى ينبهنا شعاع الفجر...
نعم وقد إنتهى الأمر...
لم أعد أريد أن أكون سيدة القصر...
أين أنت من كل هذا...
ولم تعد تعرف من الكلام إلى الأمر
ولم يعد أمامي من مفر
سأرحل...إلى أي مستقر...
افترش الأخضر...
أقتات من الشجر...
أخالط بني البشر...
أركض مبتلة تحت المطر...
أسقط...تدمي ركبتي...
أضمد جراحي...
لكني سأستمر...
سأحب...سأكره...
سأبكي...سأفرح...
سأجرب مشاعر...سأعرف آخر...
سيأتي يوم علي و احتضر
حينها...لا أريد الموت و أنا سيدة القصر
لا أريد أن أتحسر على مامضى
وأنا راضية بالأمر...
وبالمختصر...
نعم لقد إنتهى الأمر...
ولم أعد أريد أن أكون سيدة القصر