لغة الجسد \ كيف تكشف الطرف الآخر من خلال حركاته
عبارة جميلة تفتح أعيننا على لغة مهمة جداً لم نعتد التخاطب بها وهي لغة الجسد. أجل.. حيث تعتبر لغة الجسد كاللغة المحكية من حيث احتوائها على الجزئيات المتنوعة المتكاملة التي تعطيها قوام اللغة الرسمية؛ ففيها كلمات وجمل وأدوات ترقيم أيضاً! ومما لا شك فيه أنها تؤدي نفس الغرض بل وأكثر عندما ننوي البوح بأمر معين للآخرين. فهي تسعف العاشق عندما لا يجد الكلمات التي تعبر عن حبه لمحبوبته لتنقذه نظرة الحب الدافئة واتساع عيونه. وهي لسان جسدنا الناطق عندما يكون الموقف أكبر من كل اللغات المحكية...
تشكل لغة الجسد أهمية كبيرة في حياتنا سواء الاجتماعية أو العملية، وإن حالفنا الحظ وثابرنا قليلاً على دراستها فإننا نستطيع الحصول على العديد من الانطباعات المهمة والإيجابية عن الآخرين، وبإتقاننا لها يزيد تقبل الآخرين لنا، وتزداد قدرتنا على إقناع الآخرين والتأثير بأحكامهم لتصب في صالحنا. وعند تغيير المرء لحركات جسده وتحكمه بها لتصبح إيجابية وتناغما مع مكنوناته تتغير نظرته لذاته وللآخرين.
لا تكتفي الشركات الكبرى بمراجعة السيرة الذاتية للمتقدم.. ولكنها تستثمر جهداً كبيراً في تصميم المقابلات الشخصية ودراستها بعد إجرائها، وتعول عليها في الاختيار ليتم الحكم على المتقدم من خلال طريقته في التصرف والتحدث.. أي من لغة جسده!!
أسرار قراءة لغة الجسد إن لغة الجسد علم ذات قواعد ومبادئ محددة بعيدة كل البعد الأهواء والأحكام العشوائية. لذا، وعند تعلمنا لها لا بد وأن نتعرف على ثلاثة قواعد مهمة تشكل أساس القراءة الصحيحة للجسد وحركاته، وهي:
1- إقرأ الإيماءات ضمن مجموعة حركات الجسد الأخرى ولا تفسر كل حركة بمعزل عن الحركات الأخرى. يعتبر هذا الخطأ أول وأكبر خطأ يقع فيه من يحاول تفسير لغة جسد الآخرين. خذ على سبيل المثال أن أحداً طلب منك أن تفسر له كلمة معينة ولم تعرفها، وقد تطلب منه إعطاءك إياها ضمن جملة حتى تستطيع تفسيرها بشكل صحيح. والأمر ذاته ينطبق على حركات الجسد فلا نستطيع تفسيرها كل على حدة. فنحن لا يمكننا الحكم على شخص ما بأنه كاذب كلما حك أنفه أو لمس فمه فقط؛ فقد تكون مجرد حكة لا أكثر!!
2- حاول قدر الإمكان أن تتسق حركات جسدك وإيماءاته مع ما تقول بحيث لا يكون هنالك تناقض بين الفعل والقول. من الجدير بالذكر هنا أن النساء أكثر قدرة من الرجال على ملاحظة التناقض في القول والحركات، وإذا لاحظن هذا التناقض فإنهن يهملن ما تقول ويأخذ ما يقوله جسدك رغماً عنه!!
صدف أن فرويد كان يطبب إحدى المريضات في عيادته، وعند سؤاله لها عن زواجها أجابت بأنه ناجح جدا ومثالي. لكنه لاحظ أنها ظلت تحرك خاتم الزواج في يدها فتنزعه تارة وترتديه تارة أخرى طوال فترة حديثها عن زواجها، ليكتشف لاحقاً أن ذلك الزواج كان على حافة الإنهيار!
3- إقرأ لغة الجسد وتعابيره في المكان والزمان المناسبين؛ فالإنسان يتحرك وفق منظومة المكان والأشخاص المحيطين به ولا يمكنك عزله عن محيطه. إن رأيت أحداً ما جالساً ملصقاً ساقيه ببعضهما ومتكتف ورأسه محنٍ للأسفل في أحد الباصات في فصل الشتاء فذلك يدل على شعوره بالبرد لا أكثر. أما إذا كان يجلس بنفس الطريقة في اجتماع مع مندوب مبيعات فإنها رسالة واضحة منه بعدم الرغبة في التعامل مع هذا المندوب!!
راقب حركاتك بحذر... ذكرنا أن لغة الجسد تفصح عما يدور داخلنا من مشاعر وأفكار وأحاسيس، وأنها تعطي انطباعاً للآخرين عنا من الصعب أن يتغير، وبالتأكيد هناك الكثير من المواقف التي لا نود أن يعرف فيها الآخرون حقيقة ما نفكر به!! هذه ليست دعوة لتزييف حركاتنا وإخفاء مشاعرنا، بل هي دعوة لاستخدام لغة الجسد بطريقة إيجابية؛ أي أن نستخدم لغة الجسد في محاولة للتخلص من الأفكار والحوارات السلبية التي تدور داخلنا. من هنا، نقدم لك عزيزي القارئ بعض حركات الجسد السلبية التي ننصحك بتوخي الحذر منها حتى لا تبعث من خلالها برسائل سلبية لمن حولك وأنت لا تقصد ذلك:
- النظر إلى الساعة باستمرار أو تفحص أظافرك باستمرار = "أنا أشعر بالملل"
- إلتقاط الوبر أو ما يعلق على القماش مما ترتديه = "أنا غير موافق على ما تقول" أو "لن أقول رأيي بصراحة"
- النقر بإصبعك على ذقنك أثناء نظرك إلى أحدهم = "أنا الآن في مرحلة إطلاق الأحكام عليك" أو "لا شك في أنني أفضل منك"
- تضييق العيون = "أنا لا أحبك البتة" !! ونستثني هنا من يعانون من قصر النظر والذين يستخدمون هذه الحركة للحصول على صورة أوضح!!
- الحك المستمر لمؤخرة الرأس والرقبة = "أنا أشك بك وغير واثق منك" أو "أنا لست صادقاً فيما أقول" !!
- زيادة معدل الرمش = "أنا متوتر جداً الآن"
- إحناء الظهر = "أنا لست واثقاً من نفسي كثيراً"
- الجلوس على طرف الكرسي = "أنا غير مرتاح نفسياً للجو المحيط بي"
