عدد القراء

لمراسلة أسرة تحرير المجلة يُرجى الضغط هنا

أدخل بريدك ليصلك جديدنا:

........ للأب فقط .........


للأب فقط...

كان يا ما كان في قديم الزمان أرنب مغرور وكسول وسلحفاة مثابرة وصبورة، قررت الحيوانات الجميلة أن تنظم مسابقة ركض بين الأرنب والسلحفاة (1،2،3) بدأ السباق ومضى الحيوانان في طريقهما، وفي منتصف السباق تعب الأرنب وقال "آه... آه قدماي تؤلمانني كثيراً" فقرر أن ينام قليلاً تحت شجرة وقال في نفسه "سأنام وأرتاح قليلاً إلى أن تصل السلحفاة البطيئة القبيحة... أكيد أنا الفائز"، وفي هذا الوقت كانت السلحفاة الصغيرة المسكينة قد تعبت هي أيضاً ولكنها قالت "أنا تعبة جداً، ولكن علي أن أركض وأركض لأفوز في السباق... مع أنني بطيئة والأرنب أسرع مني، إلا أنني أعلم أن الله لن يضيع تعبي لأن من جد وجد" فلم تتوقف السلحفاة عن الركض، ووصلت نقطة النهاية قبل الأرنب الكسول.... انتهى السباق وصفق الجميع "هيييييييي... مبروك يا سلحفاة"... عندما وصل الأرنب وعلم أنه أضاع السباق قال للسلحفاة "مبروك، مبروك... أنت تستحقين الفوز لأنك ثابرت فنجحت، أما أنا فقد اعتمدت على سرعتي واستسلمت للكسل فخسرت"!! قصة استمتعنا بها عندما كنا صغاراً، وتوارثناها جيلاً بعد جيل، أتذكرها أيها الأب وتذكر نفسك عندما كان والداك يرويانها لك عندما كنت تتخيل السلحفاة البطيئة والأرنب السريع الكسول، وكم فرحت عندما فازت السلحفاة لأنها بذلك حصلت على ما عادل تعبها، وألا تتذكر هذه القصة كلما رأيت أرنباً أو سلحفاة؟! وطفلك كذلك أيها الأب يحب سماع القصص منك وتحرير خياله ومشاعره والحصول على لحظات حميمة منك وخصوصاً قبل نومه. قصة ما قبل النوم... اجعلها عادة!! سواء حكيت حكاية ما قبل النوم لطفلك أو قرأتها له من كتاب القصص فلهذه القصة فوائد عديدة علاوة على الفائدة التي نعرفها جميعاً وهي أنها تساعد الطفل على النوم السريع العميق، وإشباع حاجة الطفل إلى وجودك بجانبه وخصوصاً عندما تكون بالعمل طوال النهار وتمده بالأمان للنوم في أحضانك. ومن الجدير بالذكر أن دماغ الإنسان يستمر في التفكير وتخزين المعلومات العاطفية والعقلية أثناء نومه، وهذا ما يحدث مع الطفل عندما ينام نوماً عميقاً فهو يستمر في التفكير بالقصة طوال الليل ويتأثر بها. كيف تختار قصة ما قبل النوم لطفلك؟ - جدد في القصص التي تحكيها أو تقرؤها لطفلك، ودع طفلك يذهب معك للمكتبة المجاورة ويختار معك القصة التي يريد. - ليكن اختياركما للقصص بحيث تناسب عمر الطفل وتفيد في فهمه لمجتمعه وعالمه، وحبذا لو كانت شخصيات القصة طفلا بعمره أو حيوانات أليفة يحبها لأنه سيتأثر بها بشكل أكبر، وكلما كبر الطفل ستجده يميل للقصص التاريخية والشخصيات العظيمة وهنا يمكنك اختيار قصص الأنبياء والعلماء والمشاهير. يمكنك أيها الأب أن تفاجئ طفلك بتغيير ديكور غرفته بما يناسب جو القصة بين الحين والآخر، أو ترسم معه بعض شخصيات وأحداث القصص التي يحبها وتعلقها في غرفته، اجعل من قصة ما قبل النوم وسيلة لتحفيز طفلك على السلوك الجيد، واتفق معه بأنك ستسرد له قصتين الليلة إن تصرف بشكل لائق في زيارته لبيت جده مثلا. - اشرك طفلك معك في إكمال القصة أو تكرار بعض أحداثها أو توقع نهايتها، واسأله أسئلة عنها أثناء سردها أو حتى في أوقات النهار عند مرور مواقف مشابهة، فذلك سيعلمه التفكير الناقد، ويشجعه على المشاركة والابتكار. - كرر بعض المواقف والأحداث الهامة وقلد أصوات الشخصيات ومّثل بعض المواقف واسمح لطفلك أن يشاركك بذلك، اسأله بعد الانتهاء من القصة ماذا استفاد منها، وكيف شعرت كل من الشخصيات في مواقف محددة. يراعى في قصة ما قبل النوم أن تكون مختصرة ومفيدة وتساعد الطفل على الاسترخاء لا على الحركة والنشاط، وأن لا تستثير حزنه أو خوفه أو غضبه. للقصة فوائد له.. ولك: � فالقصة تعلم الطفل القيم والمبادئ والأخلاق العالية والآداب العامة والإتيكيت إذا ما قمت باختيار القصة المناسبة لعمره ووعيه. لا تخف ستتعلم بالتجربة ومن تفاعل طفلك مع قصصك!! � تحرره من واقعه وحدوده وتحفزه على التخيل ما يساعد في تنمية ذكائه ويفتح آفاقه على دنيا أخرى.  تطور من سعة ذاكرته وانتباهه وأسلوب تفكيره وقدراته الإبداعية وغير ذلك من المهارات العقلية المتطورة.  تزوده بالمعلومات وتزيد من ثقافته عن الأشياء والمسافات والأماكن والبلدان وعن الوقت الماضي أو الحاضر أو المستقبل حسب زمن القصة، وتعرفه الصواب من الخطأ، وتنمي حصيلته اللغوية وتحسن من قدراته اللفظية. اطلب من طفلك أن يرسم لك القصة في الصباح، أو أن يحكي هو لك قصة في اليوم التالي، لا تحاسبة أو تصححه، وستشعر بتطور قدراته الإبداعية والتخيلية والتعبيرية يوما بعد يوم.  من المفيد جدا أن يكون الطفل لنفسه قدوة حسنة من العلماء والعظماء أو حتى من أبطال القصص العاديين كالأطفال في سنه أو حتى الحيوانات. فهو بذلك يطور من مفاهيمه ويسهل عليه الربط بين أفكاره وواقعه، ما يساعده على رسم صورة إيجابية لنفسه يطمح لتحقيقها في المستقبل.  توظف مشاعره وعواطفه الإنسانية وتزيد ذكاءه العاطفي وحساسيته لما يدور حوله، كما أنها تفسر له الكثير من الانفعالات الداخلية التي يشعر بها وقد يصعب عليه فهمها.  تطور من إدراكه لمعاني الحياة الاجتماعية وتنمي إحساسه بمن حوله، وتكسبه من المهارات اللغوية ما يساعده في التعبير عن نفسه والاختلاط بمن حوله.  يفرغ الكثير من طاقته السلبية عندما يلعب ويتحرك ويقلد ويصدر أصواتاً مع القصة، وبهذا يسعد ويستمتع، كما أن استلقاءه على السرير بهدوء أثناء الحكاية يهيئه للنوم العميق.  يعلمه كيف يستشعر الجمال خصوصاً عندما يصور له الشيء بصور تعبيرية جميلة، وكذلك تعلمه الرضا وشكر الله على نعمة الأمان إن كانت القصة عن طفل ضائع أو خائف مثلاً، وعلى الحواس إن كانت عن شخص فاقد لحواسه. يستخدم كثير من الاختصاصيين النفسيين القصة في علاجات الأطفال النفسية والسلوكية والعاطفية وخصوصاً في علاج الاكتئاب والاضطرابات والمخاوف المرضية وكذلك التوحد.  تحفز الطفل على أن يكبر ليصبح مثلك يوماً ما، ويقص لأطفاله القصة أو يقرأها لهم من كتاب القصص، وتزيد حبه للقراءة، كما وترفع من مستوى العلاقة الإنسانية فيما بينكما، حيث ترتفع الثقة وتزال الحواجز النفسية من خجل أو خوف أو تردد.  تعطيه دروسا متعددة من كل قصة وتعلمه الاستفادة من تجارب الآخرين، بالإضافة إلى أنها توصل رسالة للطفل بأن ما يشعر به من خوف عندما يكون وحيداً وجوع عندما لا يأكل لفترة طويلة مثلاً هي مشاعر صحية ويشعر بها الآخرون كذلك، وينبهك أنت أيضاً أيها الأب إلى مشاعره وما يحب ويكره ومستوى إدراكه وسعة معلوماته، كما يعلمك ويعلمه التفاهم من خلال تعلم معاني لغة الجسد والتأثيرات الصوتية من خلال تجاوبه مع سردك للقصة.

منشورات مجلة Unknown بتاريخ الثلاثاء, سبتمبر 21, 2010. أنظر قسم , . نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا

0 التعليقات على موضوع ........ للأب فقط .........

علّق على الموضوع

أحدث المواضيع

آخر التعليقات

معرض الصور

.

تعريب وتطوير مكتبة خالدية.. جميع الحقوق محفوظة لمجلة بيتي وبيتك للإعلامية صبا العلي