.الشعوذة بين الدين والجريمة - بقلم الكاتب رسلان عيسى
.الشعوذة بين الدين والجريمة : الشيخ يسقي مريديه من بوله ويرتكب جرم القتل والزنا والسفاح والجميع عراة تحت ستار الدين.
كان ولازال استخدام السحر والشعوذة في المجتمعات المتخلفة سبيلاً للتخلص من الأمراض الجسدية والعقلية والنفسية ,حيث كانت المجتمعات البدائية جميعاً تعتمد على الشعوذة لدفع بلاء الآلهة من الظواهر الطبيعية التي لا يجدون لها تفسيراً أو المرض الذي كان يحل بمجتمع القبيلة نتيجة العدوى دون معرفة أسبابه نتيجة للجهل وقصور العلم في تلك المراحل لأنها مجتمعات بدائية بكل معنى الكلمة حيث الجهل هو المسيطر والعراف أو المشعوذ لديه من القدرة الخارقة ما يمكنًه من السيطرة على إنقاذ المريض من العلة أو دفع الظاهرة الغريبة ولكن تلك الأيام والشعوب لها عذرها , حيث الجهل والبدائية هما المسيطران,وهذان العاملان يشملان جميع أفراد المجتمع على السواء ,لكن ما هو القول : ونحن في القرن الحادي والعشرون والعلم تطور حتى كاد يصل أوجه, حين يصل لعلمنا أنه يتم إنفاق ما يجاوز {5} مليون دولار على الشعوذة سنوياً في البلاد الإسلامية حيث الشعوذة محرمة شرعاً وقانوناً وأن نسبة /55/ بالمائة ممن يلجئون لهذا السلوك المنحرف هم من المثقفين والمتعلمين وأغلبية أولئك من النساء؟وما هو القول: لو علمنا أنه نادراً ما كانت تحصل جريمة متعمدة من خلال السحر والشعوذة لدى أولئك البدائيين وهم في جاهليتهم لأن الشعوذة لها أهدافها المبررة وهو حسب الفهم السائد حينها دفع البلاء وغضب الآلهة وشر الشيطان, إذاً كان لشعوذ تهم أهدافها السامية النبيلة أما اليوم فلا تبرير لدينا للشعوذة والسحر لأن الغاية التي وجدت لأجلها الشعوذة في الزمن الغابر لم يعد لها مكان أمام التطور العلمي على مستوى الطب والفلك والصحة الاجتماعية والنفسية, ورغم ذلك فإن الشعوذة استفحلت في المجتمع حتى أن روادها ومريديها أصبحوا من أصحاب السلطة والسياسة ورجال الأعمال أي لم يعد الجهل وحده من يفرض رأيه بموضوع الشعوذة والسحر بل تعداه إلى أهل العلم الجاهلون لأن الشيطان قد غزا عقولهم وأصبح المشعوذ يملك زمام حياتهم ومماتهم وهو عالم الغيب ومستحضر الأرواح وشافي الأمراض ومفرق الجماعات ومؤلف القلوب ( فهل بعد الشرك بالله كفر).
لعلكم سمعتم بأبي الفتوح المشعوذ الذي سلب عقول مريديه في أقل من شهرين وكانت غرفة عملياته تضم مجموعة مؤلفة من ثلاثين شخصاً إن لم يكن أكثر وجميع العمليات التي تتم ضمن هذه الغرفة عبارة عن جرائم يندى لها الجبين ويحار العقل في تحليل تفاصيلها فالشيخ يسقي مريديه من بوله وتقوم الأم بمعاشرة أبنائها وبناتها والزوجة تعاشر آخر غير زوجها وأمام الجميع والكل عراة يمارسون الجنس والأم تخفي مقتل ولدها تنفيذاً لدرس المصارعة حيث أرداه أحد المريدين صريعاً,والشيخ يفقد بنتيه عذريتهما تقوية لإيمان مريديه بقدراته مستعيناً ب" الآية الكريمة " " إن الله يحشر الناس حفاة عراة يوم القيامة " فهل هناك جاهلية وجهل أرذل من تلك الجاهلية ,إذ أن هذا الشيخ المزعوم لم يترك شيطاناً إلا وأحضره لجلساته ولم يدع كبيرة وإثماً إلا مارسه تحت ستار الدين ,فإلى أين المسير أيها المسلمون أيها المجتمع المسلم يا أصحاب العقول النيرة( أما آن للذين كفروا أن يطمئنوا لذكر الله) ,هل يقبل العقل والمنطق والمجتمع أن ننحدر بأخلاقنا إلى هذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي والديني والاجتماعي ومن المسؤول في مثل هذه الحالة المجتمع, الدولة, الدين ,الأخلاق إنه بلاء عظيم ,يجب تجنبه وتطهير المجتمع من ظاهرة المشعوذون والسحرة ونشر الوعي بين الناس لتفادي الوقوع في مخاطر تكرار هذه الظواهر المخيفة وما تتركه من آثار سلبية على المريدين أولاً وعلى المجتمع ثانياً ,وإن كان القانون قد طال الشيخ المزعوم ومريديه لجهة السفاح والقتل والزنا والشعوذة وتحقير الدين ....
لقد ورد حكم السحر والشعوذة بالقرآن الكريم في سورة البقرة الآية ] 102[:(... واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ...).
