عدد القراء

لمراسلة أسرة تحرير المجلة يُرجى الضغط هنا

أدخل بريدك ليصلك جديدنا:

أحبيني كما أهوى - لشاعر الأحساس محمود اسماعيل



أحبينـــى كمــا أهــــوى

أحبينـــى

أحبينـــى

أحبــك ... فلتحبينـــى

أحبينــى كمــا أهـــوى

وغــوصــى فــى دواوينــــى

ونــامـــى داخـــل الأعصـــاب ِ

ذوبـــى فــى شـــرايينــى

وكــونــى البـــرد َ

كـــونــى البـــرق َ

كــونــى الــرعــد والأمطـــار َ

’جــوبــى طــىّ أجفــانــى

أثيـــرينـــى

كإعصـــار ٍ

كثـــورات البــراكيـــن ِ

أثيــرينــى

ولــو بالطعــن بالخنجـــر

فقــد أحيـــا إلــى الأبــد ِ

إذا مــزّقتنـــى إربـــا ً

بــألــف وألــف سكيـــن ِ

وألقينــى

إلــى الأطيـــار فــى الجـــوّ

إلــى الأسمــاك فــى البحـــر

لتــأكـــل مــن حشــاشــاتــى

وتشـــرب خمـــر أفكـــارى

لكـــى تسكــــر

وبيعينـــى

أنــا ملكـــك’’ لمــولاتــــى

أعيــرينــى

إلــى كــل الصديقـــات ِ

وذا قلبـــى

أذيبيــــه ِ

بمــاء الــورد مــن أشجــارك الحيــرى

بــلا سكـــن ِ

وضميـــه ِ

كطفـــل ٍ حــائــر ٍ وجـــل ٍ

بــلا وطـــن ِ

أصـــرّ الفـــلك سيــدتــى

إلــى عينيــك أن يعبـــر

ويــأبــى النجــم أن يفنــى

علــى شفتيـــك

أو يضمـــــر

وطفـــل الأمـــس سيــدتــى

أبــى فــى الحــب أن يصغـــر

فهيــا أدمنــى حبــى

وهيــا نســـكن الليـــل َ

نــذيــب الجمــر فــى دمنـــا

ونشعـــل فيـــه

أشـــواقــا ً ’مــؤججـــة ً

علـــى شـــدو المــزاميــــر ِ

وضـــوء الشمـــع والجــوهــــر

ويــأتــى الصبـــح فى دعـــة ٍ

فنــركـــض فــى حــديقتنـــا

نحلّـــق فــوق أيكتنـــا

ونهبــط فــى تســابقنــا

كعصفـــوريــن

فــى شغــف ٍ

علــى نهـــر ٍ بروضتنـــا

هــو الكــوثــر

وننقــر مــن بحيـــرات ٍ

مــن العســـل ِ

مــن الخمـــر ِ

’نحيـــل الدهـــر ســـاعـــات ٍ

’لحيظـــات ٍ

كــأزهـــار ٍ نبعثــرهـــا

علــى أرض ٍ مــن المـــرمـــر

أجيبينـــى

ســألتــك ِ ... فلتجيبينــــى

وقـــولى لــــى

أحبـــك َ عشـــر أضعـــاف ٍ

أحبـــك َ ألـــف أو أكثــــر

فقـــد أحببـــت’ فــى عينيـــك ِ

أوقـــاتـــى

وفــرحــى مثـــل أنَّـــاتـــى

وطهـــرى مثـــل ذلاَّتـــــى

أحبــــك ِ

لســـت’ أحصيهـــا

بكــل لغـــات أهـــل الشـــرق

أهـــل الغــــــرب

أهـــل الأرض

أهـــل العــالــم الأحمـــــر

وأكتبهـــا

علــى جــدران حــارتنـــا

علــى أبــواب منــزلنـــا

بــأشكــال ٍ

وألـــوان ٍ ’مبعثـــرة ٍ مــن الفحـــم

بصبـــغ ٍ رائـــع ٍ أخضــــر

وأنقشهـــا

علــى الأشجـــار فــى الحقـــل ِ

علــى الأزهـــار والنهـــــر ِ

علـــى الطـــرقـــات

فــى الحـــانــات ِ

فــى جــــدران مسجـــدنا

بكـــل طـــريقـــة ٍ ’تــذكـــــــر

أحبـــك ِ يــا سمــــاواتـــى

وإبحـــارى ومــرســـاتـــى

أحبـــك ِ

كيــف آتيـــك ِ

بمعــــراج ٍ علــى ذا الكـــون

أتبختــــــــــر

وسبحـــان الــذى اســــرى

بقلبـــى مــن مضــاجعـــه ِ

إلــى محـــرابكم ليـــلا ً

ولــم يعثــــر

ولاقــى كـــل مــا لاقـــى

مــن التكـــذيب ِ

والتعــــذيـــب ِ

والطعنــــات ِ

لــم يحـــزن ولــم يضجـــــر

أحبـــك ِ

نجمـــة ً جلســـت

علـــى عـــرش المجــــــرَّات ِ

أحبــكِ

زهـــرة ً سكنــــت

علـــى شـــط البحيــــــرات ِ

لمــاذا الهجـــــــر’ سيــدتــى

غــدا شبحـــا ً يطــــاردنـــا ؟!

أظـــل’ الليـــل منتظـــرا ً

’قــــدوم الصبـــح فــى ولـــــه ٍ

لأسكـــب فــى حنـــايــاك ِ

فيـــوض الحــب مــن قلبــــى

فيـــأتــى الصبـــح’

يبعــــدنـــا ؟!

لمـــاذا الحـــب سيدتـــى

غـــدا طفـــلا ً ولــم يكبـــر ؟!

تــركنــا الطفـــل ظمــــآنـــا ً

نحيـــلا ً بيـــن أعيننــــا !!

طـيــــور الحــــب تهجــــرنـــا

لغــــربـــان ٍ تطـــاردنــــا !!

رمــانــا الشـــط فــى فلــــك ٍ

علـــى مـــوج ٍ يعـــانــدنـــا !!

ويــأبــى الصبـــــــر’

أن نصبــــــر

ولــكن رغـــم أزمـــاتـــى

أحبـــك ِ ... فلتحبينــــى

أحبـــك ِ رغــم أنـــوائــى

أحبـــك ِ

فــاركبـــى فلكــــى

لنعبـــر بحــر آلامـــى

ونــرســــوا َ فــى جــزيـــرتنـــا

ونــذبـــح شـــاة َ غـــربتنــــا

فتلـــك جـــزيـــرة الخلــــد ِ

فــلا نبكــــــى

علـــى مــــاض ٍ

علـــى آت ٍ

علــى جـــزر ٍ

علـــى مــــــــد ِ

وننســــى

كــل مــن حـــرقــــوا

زهــــور الحــب فــى يـــدنــا

وننســـى كــل مــن ســرقــوا

طيـــورا ً مــن حــديقتنـــا

فـــلا نحقــــد

ولا نكـــــره

ولا نثــــأر

فهـــذا كــل مــا أهــــوى

أحبينـــى كمـــا أهــــــوى

وكـــونــى الـــدفء والمـــأوى

وكـــونــى الصـــوت َ

كــــونـــى الصمـــت َ

كـــونــى المـــوج والشطـــآن َ

كـــونـــى جنــة الأولـــى

وكـــونــى جنـــة الأخـــرى

أحبينـــى كمــا تبغيـــن َ

ليـــس كمـــا أنــا أهـــوى

فهـــل تبغيـــن سيــدتــى

حنينــا ً غيــر مــا أهـــوى ؟!

وعشقــا ً غيـــر مــا أهـــوى ؟!

أحبينــــى

أحبينـــى

أحبينـــى كمــا أهـــــوى

***********

محمـــــــــود اسماعيـــــــل

منشورات مجلة Unknown بتاريخ الأربعاء, سبتمبر 15, 2010. أنظر قسم . نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا

0 التعليقات على موضوع أحبيني كما أهوى - لشاعر الأحساس محمود اسماعيل

علّق على الموضوع

أحدث المواضيع

آخر التعليقات

معرض الصور

.

تعريب وتطوير مكتبة خالدية.. جميع الحقوق محفوظة لمجلة بيتي وبيتك للإعلامية صبا العلي