عدد القراء

لمراسلة أسرة تحرير المجلة يُرجى الضغط هنا

أدخل بريدك ليصلك جديدنا:

بقلم الكاتب الدكتور محمد الزبيدي عندما تتحول الفتاة الجميلة إلى طنجره ... اللغات العربية


بحكم طبيعة عملي التقيت داخل الوطن العربي وخارجه ببعض الأعاجم الذين تعلموا اللغة العربية , وعندما أتحدث مع احدهم أجد نفسي من حيث لاادري استخدم مفردات أو مسميات عامية محلية يستعصى فهمها على المخاطب الذي يتحدث بطلاقة يحسده عليها سيبويه الأمر الذي يشعرني بالخجل لأن العجمي يتحدث لغتي أفضل مني وقد طرحت هذا الإحساس ونقلت صورة الحدث لأصدقائي فانقسموا كعادة العرب إلى اتجاهات شتى فمنهم من رأى ضرورة نشر اللغة العربية عبر وسائل الإعلام والابتعاد عن اللهجات المحلية المحكية في الأفلام والمسلسلات وذلك على غرار الأفلام والمسلسلات المد بلجة وهناك من استخف بالفكرة مؤيدا الإبقاء على اللهجات المحكية مدللا على ذلك بأنه من غير الممكن أن تخاطب طفلا بالفصحى كأن تقول له صه أو افرنقع من هنا أو تحرك بتؤدة أو أن تطلب من البقال علبة ثقاب وقارورة لبن ...بينما يرى نفر آخر أنه بالإمكان تبسيط اللغة وتطويعها بما يتلاءم مع احتياجات العصر وأن نضيف غليها ونحذف منها لأنها لغة حية ومرنة وغنية وقابلة لمواكبة الزمن, وقد نجحت بعض الدول العربية مثل سوريا في تعريب أدق وأصعب المصطلحات والعلوم كالطب والهندسة ..ولكن هل اتفقت مجامع اللغة العربية في ترجمة المصطلحات والمخترعات أم لم تصب , فطائرة الهليوكوبتر مثلا لايمكن ترجمة اسمها حرفيا بالطائر حلزوني الجناح , لذا تسمى بالعراق "سمتيه" وفي مصر"مروحية"وفي المغرب العربي"طوافة أو حوامة", وأما التلفزيون ففي سوريا ترجم على أنه"رائي"من رأى وليس رأي وقد احترت في كتابتها وفي ليبيا إذاعة مرئية(طبعا ليست مرئية فقط بل حتى مسموعة)فالترجمة غير موفقة , وفي تونس والمغرب "تلفزة"ودول أخرى"تلفاز" , وهناك الهاتف المحمول والجوال أو النقال أو الخلوي أوالسليليور أو الموبايل أو البورتابل , وهناك الكمبيوتر والحاسوب والحاسب والراقن والعقل الآلي , وهناك السيارة والمركبة والعجلة , وأما الفطائر والشطائر ففضيحة تعريبها ليست بخافية على أحد والأدهى والأنكى في تعدد اللهجات وتحولها إلى لغات أن بعض أسماء الأعلام كالأشخاص والأماكن ذات دلالات خادشة للحياء في دول عربية أخرى لدرجة أن احد الوزراء في دولة عربية زار دولة أخرى فلم تذكر وسيلة إعلامية واحدة اسمه مكتفية بالإشارة إلى صفته فقط لأن اسمه لايمكن لفظه بهذه الدولة لأن ذلك يخدش الحياء العام رغم أنه اسمه عربي فصيح بل أن هناك من الأسماء مايصعب نطقها أو قراءتها خاصة تلك التي تحتوي على حرف ج معطشة أي ج بالنطق المصري إذ هناك من يكتبها غ ومن يكتبها ج ومن يكتبها ك ومن يكتبها ك وعليها ثلاث نقط أو ج وتحتها ثلاث نقط .
وبحكم مقتضيات حمى المونديال هذه الأيام فلو تصورنا نقل عربي موحد للمباريات بتعليق مصاحب من مختلف الدول العربية فإن تعليق المذيع المغربي مثلا لن يفهمه الخليجي أو السوري أو المصري فمثلا حالة التسلل تسمى في المغرب "شرود" والتسديد "قذف"ومنطقة الجزاء"معترك" والهدف "إصابة".
فماهو السبيل لتوحيد الأمة حول لغة عربية واحدة ؟هل بتوحيد المصطلحات والمناهج والترجمة الدقيقة ؟ أم باعتماد لهجة محلية جامعة كما كانت اللهجة المصرية في يوم ما مفهومة لدى كل العرب أم يبقى الحال على ماهو عليه لتتحول اللغة العربية إلى لغة عبادة كما هي عند المسلمين من غير العرب يقرءون بها القرآن ولا يفهمون معانيها , وإذا اعتمدنا لهجة ما بدل الفصحى فكيف نحل معضلة الكلمات التي تعني غير مدلولها المحلي ؟ فمثلا جميلة باللكنة المصرية تعني طنجرة أو حلة باللهجة المغربية ..وتخيلوا معي لو عاشق غازل أنثى وقال لها أنتي جميلة..فكيف سيكون ردها ..هل هناك أنثى مهما كانت بشاعتها تقبل بأن توصف بأنها طنجرة؟

منشورات مجلة Unknown بتاريخ السبت, يونيو 19, 2010. أنظر قسم . نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا

0 التعليقات على موضوع بقلم الكاتب الدكتور محمد الزبيدي عندما تتحول الفتاة الجميلة إلى طنجره ... اللغات العربية

علّق على الموضوع

أحدث المواضيع

آخر التعليقات

معرض الصور

.

تعريب وتطوير مكتبة خالدية.. جميع الحقوق محفوظة لمجلة بيتي وبيتك للإعلامية صبا العلي