غياب القدوة - للكاتبة زينب جويلي
من أين المنطلق يا ترى؟ ووفق أي منهج نسير؟ وما الهدف الذي نصبو اليه لنكون في منحى بعيد عن العشوائية؟ كلها اسئلة تطرح نفسها في نطاق متغيرات الحياة وما صرنا نعيشه في أيامنا. في زمن غابت فيه القدوةوغابت فيه المعايير والقيم الأخلاقية ولم تعد تهيمن سوى النزعة الفردية وأنانية "الأنا" نفسي نفسي وليخب مسعى غيري. منذ أن غابت القدوة ومفهوم "المثل الاعلى" الذي كان لسنين خلت يلقى نصيبا على أرض الواقع انقلبت الموازين وغاب الوعي بحقيقة الأمور التي أصبحنا بحاجة ملحة الى انقاذ ما يمكن انقاذه والى ان نعيد بناء الواقع على أسس متينة، لسيما ونحن في بداية هذا الشهر الفضيل والذي من أكبر ميزاته العفو والمغفرة، فإن رضي رب العباد على العباد فلماذا لا يرضى العباد على العباد؟ لماذا لا نبادر كشباب واع بالسماح وبشد روابط الأخوة والصداقة ولملمة ما تبعثر من صلة الرحم وإكرام الجار وزيارة المريض ورضاء الوالدين... فلننفض عنا مسألة صراع الأجيال ولنعط الشيخ الكبير حقه ولنتغاظى على أمور عدة كانت سببا للفرقة والانقسام ولنعد تركيب الحلقات المفقودة التي زادت في اتساع الهوة بين مختلف أطراف المجتمع الشرقي الحديث قدوتنا في ذلك حلم وصبر وعفو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، النبي الأمي الذي كابد الجوع والحرمان، كابد الداء والأعداء، صبر وعفى وسامح، شحذ الأنفس ونشر الوعي لنصرة هذه الأمة وهو أمي. فكيف لمن فتح عينيه والقلم والقرطاس والمعلم قبالته والعلم مقبل نحوه فاتحا ذراعيه؟كيف له أن لا يبذل الجهد وينير الدرب وينشر العلم والوعي وقد توفرت له كل السبل ؟ دعونا من المشاغل النمطية اليومية التي لا تظر ولا تنفع ولنشد الرحال ونشغل العقول بما يعيد تعمير وطننا العربي ويحفظ كرامتنا ويحقق وحدتنا وليبارك الله مسعانا وثقوا بأنه إن غابت قدوتنا خاب مسعانا
منشورات مجلة Unknown
بتاريخ الثلاثاء, أغسطس 02, 2011.
أنظر قسم
أبجدية صبا,
دنيا الفن,
مقالات
.
نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا