انسحاب اسرائيل من غزة ... الكل محبط
خمس سنوات على انسحاب إسرائيل من غزة.. الكل محبط
احمد البديري
بي بي سي، القدس
يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير
خمس سنوات مرت على انسحاب اسرائيل من قطاع غزة. انسحاب زاد من التفاؤل في المنطقة انذاك.
لكن اخلاء المستوطنات اليهودية بالتوازي مع استمرار الحصار على القطاع لم يوفرا الامن والسلام اللذين كانا الهدف من وراء الانسحاب بل أضاف خيبة الامل عند الفلسطينين والاسرائيلين.
المتشددون من المستوطنين حينها رفضوا المغادرة طوعا. فتم استدعاء قوات كبيرة من الجيش والشرطة لاخلاء حوالي خمسة الاف اسرائيلي بالقوة.
لم يستخدم السلاح الناري لكن المشهد كان دراميا في الوعي الاسرائيلي لان الجيش الذي كان يحمي المستوطنين اصبح يحملهم إلى خارج القطاع ويهدم منازلهم.
حركة حماس كغيرها من الفصائل الفلسطينية احتفلت بالتحرير كما كان يقال انذاك. ثم ما لبثت حماس أن سيطرت على القطاع بعد سنتين.
أقوالهم حينها
استبشر الفلسطينيون بالانسحاب الإسرائيلي
بينما كنت ابحث وجدت في ارشيف بي بي سي مقابلة لمستوطنة يهودية ابان الانسحاب ووجدت ايضا مقابلة لنجار فلسطيني، كلاهما كان ينظر لما يجري من منظوره الخاص.
سيلا جولد كانت تسكن في مستوطنة نيفيه دكاليم وكانت ممن قرروا البقاء لاخر لحظة ورأت أن ارئيل شارون، رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها، قد أهانها.
"شارون يعاملنا كالقطيع من الغنم فهو مزارع يضعنا في شاحنة مع ارقام ويرسلنا اينما يريد"، كان هذا ما قالته منذ خمسة أعوام.
ليس بعيدا في خان يونس كان عادل النجار الذي يعمل نجارا يرى المشكلة في وجود الاحتلال على ارض غزة. كان متفائلا كغيره من الفلسطينين من الانسحاب الاسرائيلي، فسنوات الاحتلال الطويلة قد صعبت من الوضع الاقتصادي.
"الحواجز العسكرية تمنعنا من الحركة والمعابر مغلقة والحياة لا تسير بشكل طبيعي"، كان قوله حينها.
بعد خمس سنوات
المستوطنون عارضوا الإنسحاب بشدة
بدى عادل النجار متشائما بعد مرور خمس سنوات حتى ان معالم وجهه تغيرت بشكل لافت فما جرى في غزة في بضعة سنوات كان ثقيلا.
"نحن محاصرون هنا في القطاع فالاسرائيليون انسحبوا وغادروا واغلقوا علينا كأننا في قفص كبير. كأنهم غادروا وحجزونا في القفص".
اما سيلا فهي تعيش الآن في بلدة نيتسان ليس بعيدا عن القطاع وتسكن مع تجمع المستوطنين الذين تم إجلاؤهم عن قطاع غزة. سيلا ما تزال تحلم بالعودة.
"الارهاب يزداد ويطلقون الصواريخ اسهل من قبل لاننا كنا منطقة عازلة انذاك. الصواريخ تسقط الان في العمق الإسرائيلي".
الكل محبط
بالنسبة لجمهور المستوطنين فان الانسحاب كان فشلا ولم يحقق الامن. وبالنسبة لأهالي غزة فان الاحتلال لم ينته، بل مازال قائما على شكل حصار بري وبحري وجوي، ناهيك عن القصف المتكرر.
التفاؤل كان كبيرا بعيد انسحاب اسرائيل ولكن الاجواء لم تتغير كثيرا بل زاد التشاؤم والإحباط.