عتاب من معشوقتي ليلاس - للشاعر مؤيد زكارنة
املأ قراب الشـــــــعر- قالت-أنجما....فـــوق الدفاتر مغــــرما لا مرغما
واسكب على سطر القصائد نـورها....واجعل رداء الحرف غيمات السّما
أوَ ليس لي حــــقٌّ علــــيك فتهدني....في كلّ يوم مـن فصــــولك موسما
أم أنـــني لا أستحــــق قصــــــــيدة....فيها ورود العشـــــق تقطفُ أينمـا
حوّلت عيني في الســـطور لأنتقي ....منها وجـــدت الورد أجـمل ما نمـا
فسكتّ بعض الوقت حتّى احترت في...ردٍّ كأنّ الحــــرف أضــــحى أبكما
وبدأت أقطــــف من بنات الفـــكر- أز....هاراً- فصـار العطـــر فيها أنغما
حتّى رأيـــت حديقـــة في أسطـــــري....أزهـــارها أثــــوابها لون الدّمــا
والحرف جـــاد بلحنٍ عشقٍ راقــصٍ....غنّى فرقّّــص قلـــبها كي تُــغرما
عينٌ بــها حـــوَرٌ وليـــلٌ ســـــــادها....قمـــرٌ كلون الثــــلج يجمع أنجـما
والجفــــن ساحـــاتُ تعجّ بجيــــشها....وسهامها نُصــــبت شراكا محكما
يا ويـــل من تـــلقي عليه شــــراكها....يغدو أسير الطــرف يمشِي ترنّما
صحراؤها فـــوق الخدود قد ارتــدت....ثوبا حريـــريّ الملامـــس ناعمـا
من تحـــتها البركان صـــــوّر غيظه....فحسبت في تلك الصحارِيْ جهنّما
إنّ الغــــواني تستــــــطيب بعطرهـا....والعطر من أنفاسها غطّى الحمى
وشفاهـــــها عسلٌ وأطيـــــب موردا....ريّانــــة كالنبـــــع إنْ تـتبســـــّما
ما غبـــــت عن وصــــفٍ لها متعمدا....بل كان في رأسي الضباب مخيما
وكأنني ما عــــدت أعرف من أنــــــا....وإذا طلبــتُ الشعر يأتي طلــسما
حين اشتهــــيت الوصف منها غيّبت....ثمّ ارتـمت فـــوق السطور كأنـّما
جادت بوصـــف حين جـــاء عتابـها....يكوي بصــــدري خافقـــي فتكلّما
هي طفلتي- ليلاس- في حلُمي أتـت....وحسبت من بعض الحديث تلعثـما
أنْ قالـــتْ املأ لي القــــــراب بأنجمٍ....واجعــل بها نـورا كما نـور السما
غابت عيـــون الشعـــــر عني ليلة....فأتت تســـــائل أن أجـــــود وأُُنْعِـما
فحسبت أنّي قــــــد بخلت بوصفها....أو جـــــف حـبرٌ باليــــراع فأَظْلـَـما
أو أنّـــني قصـــّرت في إهـــدائــها....أبيـــات شعــري ثمّ صـرتٌ المجرِما
فأتــــت وقالت غير ذلـــك مطلــبي....فأنــا أردتـــك أن تـــــجود وأُكْـــرَما
عتابٌ من معشوقتي ليلاس