كُنْ أنتَ لا غيركْ- محمود كَعْوّشْ
كُنْ كما يجبُ أنْ تكونْ!!
فلا تتأمل أو تحدق في الوجوه الكالحة
وإياك إياك أن تركن للقلوب الحاقدة
أو تسعى للورود والزهور الذابلة
********
وحذارِ حذارِ أن تولي وجهك شطر اليسار
لأنك ستصاب بالحزن والكآبة
وتشعر باليأس والقنوط
وولِهِ شطر اليمين لترى وجوهاً بيضاء مشرقة
وقلوباً طاهرة وأفواهاً فاغرةً
تبتسم لك وترحب بك
فمن أُوتِيَ كِتابه بيمِينه هُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
ومن أوتِيَ كِتابه بيساره تمنى لو كانت القاضية
********
ولأنك عرفت أن في الدنيا أجناساً متنوعة
وألواناً وصنوفاً مختلفة ومتباينة
وأحياناً كثيرة غريبةً وغير أليفة
حاول أن تتذوق كل شعور يصادفك
حلواً كان أم مراً أو حتى علقماً
حاول وحاول...جرب وجرب
كي تدرك في قابل أيامك
ماهية وشكل هذا اللون
ومعنى وطعم ذاك المذاق
********
تحمل الأشواك التي قد تدوسها في يوم من الأيام
فلربما يكون فيها بلاء لك من رب العالمين
ولا تقنط من رحمة الله تعالى
فكلما أحب الله عبداً ابتلاه
ولا يُشكر على مكروه سواه
********
ولا تحزن كثيراً أو قليلا
فمنا من عاش نصف عمره حزناً ويأسا
لسبب ما كان منطقياً أو لامنطقياً
كفراق عزيز أو ضياع حلم أم وهم
وهو الآن لا شيء
لا شيء البته
يستكين في غرفةٍ كئيبة
لا يرضى ولا يقنع بشيء
تُرى هل نتذكره أو نذكره
بمناسبة أو بدون مناسبة؟
هل نعرف عنه شيئاً؟ لا لا لا!!
هل استفاد من كل ذلك!!!؟
وهل حصد من استكانته شيئاً!!؟
بالتأكيد لا ولا ولا...وألف لا
********
ما أجمل أن يكون الإنسان كالشمس مضيئاً بين الناس
يلتمس الآخرون منه الدفء والحنان والطمأنينة
ويتذكرونه إن غاب ويذكرونه بالخير
يشتاقوت لحضوره وحلاوة لسانه وأدبه
ويتوقون لدفئ وجوده وحنانه وطمأنينته
********
وما أجمل أن يكون الإنسان زهرة
يسعى الناس إليها ليتزينوا بها
ويتطيبوا بعطرها
ويتمتعوا باحتضانها
*******
وما أجمل أن يكون الإنسان كتاباً مفتوحاً
يتمنى كل قارئ مصادقته والجلوس إليه
كي يقرأ من كلامه وحروفه الكثير الكثير
ويغنم من عبره ودروسه أكثر وأكثر
********
الحياة مليئة بالحجارة فانتبه ألا تتعثر بها
واجمعها وأقم منها سلما للنجاح
تصعد من خلاله للمجد والخلود.
محمود كعوش
kawashmahmoud@yahoo.co.uk
**************************