ترنيمة الزمن القديم - للشاعرة مديحة رشدي
واقفةُ أنا على حد السيف..
مترقبة
غروبُ زمنى على صفحة البحر....
بلا إشعار
أتذكر إقتلاعه من وتين قلبى...
قبلتُ قدميه.. إنحنيت لجوف الأرض
توسلت .. تحايلت .. استغثت
زمنى الجميل ... عصانى....
قسا علىّ قسوة الأحجار
خلف لى كأساً
تجرعتهُ .. مراً .. مراراً
أيا زمنا جميلا فاتنى
جعلتنى للأرض سوار
بعثرتنى ..نثرتنى.... فأصبحت للكون مدار
سيكتب التاريخ فيها أعظم الأشعار
لو بقيت معى ...
لعانقت الوجود
وحركت الأرض عن السكوت
وأذبت ثلوج الكون
ورويت زهور العمر
كيف بالله أكمل المشوار؟؟
فاجأنى قدرى من خلف ستار
وبعدها غاب عنى النهار
أتحسب زمنى .. ان لى حق الاختيار؟
أعاند قلبى وأرفض الاحتضار
عصرا أتنفسه ..أهواه ...أعشقه.....
أتتركنى بلا أعذار .؟؟
فأتساقط إنهيار... وتشطرنى إلى نصفين
وتسحقنى بعاصفة....فتقطع كل الأوتار
أنت التاريخ والحضارة والتراث
تداعت جميعا وهوت...تحت قدميك
يازمن ليس به معجزات... ماذا أفعل فيك ؟
أسافر خارج الأزمان والمكان ؟
إختلطت فيك الأوراق.... وضاعت خرائط المدن
ضاع فيك وطنى... صلدت فيك المشاعر
وضاع نبض الحرف والكلمات
عصر الدخان...اللاحنان ... الهوان
خطوت من الوفاء إلى العراء....
زمن خارج أكوان الحياء
كنت مالكه للأرض والمكان.....
وحين غدوت خارج الأزمان
فقدت الورد والنرجس والريحان
مازلت أنقش حرف زمنى الجديد
فوق الماء... فوق الهواء.... دربا من الرياء
عفواً
زمنى الجديد ..لا أستطيعك
أين أنت شريان الحياه؟.,عمرى ومنتهاه
و دمع سطرته على صدر أهواه
أين أنت زمنى الجميل وعمرى الأسير؟
أين أنت ؟؟ أين أنت ؟؟
_______________________
اللقب / مديحة رشدى