ذلك اليوم - للشاعر عماد بولص
آخر مرة هي
وقد كنت غافلا ً
أختلس النظر
وأعبئ أنفاسي بالضحكات
والحق به ..نركض
وكان الهواء مبللا ً بأنين
يشبه ، ذلك اليوم ، هطول المطر
والخوف يجلس على قارعة الطريق
حاف ٍ
ينتظر دوره
وبقبلة
أوشكت أن تكون
يغسل الحب وجهه بعد السفر
إن الخوف قد أتى إلينا
حاملا معه
ذلك اليوم
*******
آخر مرة كانت
أجالسه على مائدة عشاء
والكأس منهك حزين خافت
كشيء ما يشبه ، ذلك اليوم ، البكاء
تحدثنا
وتحدثنا
وعندما ترجف الأفكار
بعض الحديث هباء
كأنني كنت أدري
أن ، ذلك اليوم ، سوف يكون
غرفة في عمري
أخلو إليها
قبل أن يمر الإنتهاء..
******
لم تكن المرة الأولى
أراها تفوح في ساحة الماضي
تعالج رفيقاتها بإبتسامة
وسمارها يضيء ، ذلك اليوم ، نهاري
خجول مثل أوراق الياسمين
منذ زمن ٍ
لم أراها
حتى تعثرت ذات يوم بالحنين
سمراء
كما في العمر أرتب بين ثناياه ولهي
وجدتك هنا
ومعك وجعا قديما جميلا ً
يبقى معي ..
حين إلتفت
لم أرى سوى عصفور يحتضر
وبقايا غناء
ورأيت قلبي يلملم الزهور الخائفة
ويتنهد
إلتفت ثانية أسال النفس
،ذلك اليوم ،
أيهما هو وجعي ؟
..
لكنني ما زلت
أحفر بالأمس يوما آخر
وأغسل تعبا ما في روحي
وأغمض اليوم
وأعانق شبه نور
قد يختلس النظر
إلى أحلامي
عماد بولص - شيكاغو