مريــــــــــــــــــــــــم - للشاعر وليد ستر الرحمان
كتبت ذات مرة فقلت
مريم "خاطرة "
أحلى حروف كتبتها
أرقى أنغام رسمتها
خاتون
بل سلطانة الخواتين
عفتها كعفة العذراء
عزتها كالأنبياء
و نبلها للشرفاء
مريم
كلمة لا يدرك معناها سواها
لغز حير العالم
حبيبتي من تكون
في حيرة يتساءلون
حورية هي أم مريم البتول
من تكون
من هذه التي سلبت قلب العطشان
من هذه التي ألهمت فكر الفنان
من هذه التي صنعت فتى الكمان
أميرة أم كوكب في الفضاء
يفتش عن الصفاء
يود البقاء
مريم
هل تدركين أن الهوى كان لأجلك
لأجل أن أراك
أضمك و أهواك
فأنت وحيدة
كلحني فريدة
هل تذكرين أيام الصبا
حين كان الهوى يغطيك
يملؤ وجدانك
يرسخ كيانك
و كنت كعنترة
أحبذ لقاؤك
و أنتظر جوابك
تتساءلين
عن أي شيء أبحث
ماذا أريد
أنا العاشق الولهان
من قام يختال كالمسيح
يهوى الهوى و يخشى الريح
أريد أن أحرك فيك المشاعر
أن أسقط كل ما هو مكبوة
أن أبعث فيك الحب و الحنان
الشوق و الأمان
و طيبة الإنسان
أريد أن أحرر فيك رقة و فاء
عزة و صفاء
نخوة و نقاء
فسريرتك و لت مريضة
محتارة ضالة
تحركها الأفاعي
تغذيها الأحقاد
تملؤها الألام
تجعل منها سرحانا ضرغام
لا يفرق بين الأنام
فالناس كلهم لئام
أوغاد و سهام
يحبون الخصام
و الكسب الحرام
مريم
كلما نظرت إليك
جذبني سحر عينيك
هز و جداني رغم السنين
و حثها على الأنين
فأنين الحب لذة
أمل و دمعة
ألم و سعادة
و خلود
للقلوب العاشقة
و أهل النوايا الصادقة
فالتاريخ يذكر دوما
قيس و عنتر
بثينة و عبلة
و جميل بن معمر
فالحب
نظرة واحدة
تخفق فيها الأفئدة
تغازل حتى العقول الشاردة
تبحث عن اللقاء
تود البقاء
و العاشق أبي النفس
جميل الخلق
تحركه العيون الساحرة
تبعث فيه حب الإبداع
فالمحب مبدع
و المبدع فنان
و كل ما في الكون برسم فنان
مريم
كلما أوشكت أدري يتألم الفؤاد
يأبى إلا أن يكون في عذاب في حداد
حيثما مالت أنفاسه
زعزعوا له الوجدان
مزقوها
صلبوها
هجروها كالخلان
فقد ولى عهد قيس منطق الضعفاء
كلمات و هراء
ما الهوى سوى غباء
إنه زمن العجائب
كل من في الكون ذاهب
مريم هل تعرفين
أن القلب أمسى شاحب
كلما أراد شيء
ناقضته الأقدار
ففؤادي قرة عيني
يتألم يضرف دمعا
يتحطم يذكر دوما
مجد حبي و الأحزان
كلماتي و أنغامي
عبراتي و ألحاني
تشبيهاتي و أوزاني
عجزت أمام حسي
راودتها الذكريات
حركت فيها أمال
غيرت مجرى البحور
صنعت تاجا عجيبا
لفؤاد كالحليب
مريم
"تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن "
تفرق بين الخلان
تغرس الحواجز
تصنع الأسوار
تضع بين المرء و من يحب
أنهارا من سجيل
تحمل العشاق مصائب الأولين
و بلاء المعاصرين
ها هي ذا السنين تمضي
تأخذ معها أجمل أيام حياتي
تحملني أخطاء أبائي
تحملني لدنيا الغجر
تنزع عني ثوب الحياء
فيرقص قلبي في خان كخان
و ينزف جرحي
و يزداد همي
يقاطعني حتى النوم
مقاطعة الحبيب لخله
تذكرني الليال
لحظات جميلة
تلهمني تزكيني
تفرحني تبكيني
تقتلني تحيني
فهواك في صدري
يصنعني
يبني له عشا ليستقر إلى الأبد
رغم السنين
رغم الألم
رغم ما فات من حمم
حبك في
يملؤني
يغذيني
يجمع في
حب الوفاء
منشورات مجلة Unknown
بتاريخ الاثنين, سبتمبر 12, 2011.
أنظر قسم
شعر وشعراء
.
نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا