المبدع نصير شمة يعيد الحياة الى القيثارة السومرية
كما هو حال كل القيم العظيمة الموجودة على ارض العراق تعرضت القيثارة السومرية ( اول آلة موسيقية يبتدعها العقل العراقي منذ اكثر من ثلاثة الاف عام قبل الميلاد ) تعرضت الى القتل والتدمير والخراب على ايدي المحتلين, متناسين بان العقل المبدع , سيتمكن من الابداع في كل زمان وبكل الظروف .
وكما هو حال المخلصين الابطال المتسامين على جراحات وطنهم راح نصير شمة هذا العملاق الذي حفزت ابداعاته ونشاطاته همم الملايين من ابناء امته ومن غيرهم من الشعوب على العطاء , راح يفكر كيف يرد بادب وبحضارة وحمكة على جرائم المحتل , فكان مشروعه الذي اعده بنفسه وحضر له ليناقشه مع المختصين لاحقا ومع طلابه في بيت العود العربي ( الذي هو الاخر من ابداعات نصير والذي ينتشر في اكثر من بلد عربي )
مشروعه الذي قرر فيه بعث الحياة في القيثارة السومرية القتيلة على ايدي دعاة الانسانية وحقوق الانسان والحضارة والتمدن؟؟؟؟.
وهكذا اعد للمشروع كل مستلزمات نجاحه واتقانه من كل الوجوه كما هي مؤلفاته التي لا تستطيع الا ان تقول عنها انها فعلا سببا لافتخار الانسان بانتاجه المتانسن والفرق هائل بينها وبين من يفتخر بانتاجه ونتاجاته في مجالات الشر والخراب والغرف المظلمة.
فكان ان درس المواد المستخدمه في القيثارة الاصلية من هيكل واوتار ومن مواد التطعيم من العاج الاصلي , الذي ارسل لاجله متدربين الى الهند ليتقنوا العمل وقام بتنفيذ الفكرة كل من المنتسبين الى بيت العودالعربي, السيد عمر فوزي المنفذ لهيكل القيثارة والسيد عمر مصطفى الذي قام بعمل التطعيم بالعاج وكلاهما خريجي بيت العود , وحرص الاستاذ نصير ان تكون القيثارة بنفس القياسات الاصلية وبنفس المواصفات كاملة ولذلك كان يجب ان يطلى الراس بالذهب فكانت هيئة ابو ظبي للثقافة التي وقفت بكل فخر الى جانب تنفبذ الفكرة وكما هو مخطط لها , استمر العمل قرابة العام كانت رحلات مستمرة بين بيت العود العربي في مصر العروبة وبين ابو ظبي وبلدان اخرى وهكذا جاء العمل متقنا ومتكاملا ليزيح عنه الستار الاستاذ الكبير نصير شمة في الذكرى الثالثة لتاسيس بيت العود العربي في ابو ظبي وكان محل تقدير عال من كل الحضور من الاخوة العرب والاجانب الذين استمتعوا كثيرا بالقيثارة الجديدة القديمة وبالحرفية العالية التي تميز بها العمل وبجمال الاله الذي يشير الى رقي العقل الذي اتى بها الى الوجود. كما انبهر الحضور بما قدمته كوادر بيت العود في ابو ظبي من عزف على الة العود وعلى الات شرقية اخرى رغم عمرها الفتي ومن الملفت للنظر والذي لوحظ انه محل تقدير كل الحضور ان الاستاذ الكبير نصير شمة بين الحين والاخر يقوم من مكانه ليعدل المايكرفون امام طلابه او يهئ لهم افضل وضع وكانه الاب مع اطفاله لذلك ليس من المستغرب ان يحبوه الى درجة كبيرة وان يحترم الى درجة عالية جدا من قبل طلابه ومن قبل الحضور لتواضعه ولحبه واخلاصه لعمله ,
نصير شمة الذي ازاح الستار عن القيثارة السومرية لم يكن يعلن عن صنع اله انما اراد ان يقول انا هنا ايها المجرمون , انا العراق باق ما بقيت الحياة , هنا النخل والرافدين هنا المقدسات والحضارة , انا الابداع الذي ينير اكثر نفوسكم ظلمة وظلاما بسنى العقل الخلاق , هنا الحرف الاول وهنا القانون الاول وهنا النظرية العلمية الاولى لا الخرافة الاولى !!!!! نعم باق انا كما الحق وكما النور , باق ومهما اشتدت على المصائب والنوائب وعظمتي تتجلى باشتداد الخطوب . نصير الذي يقف شامخا محاججا العقول الغبية الشريرة التي حولت عراقه الى اشلاء وحطام يقف صارخا وصوته, الحق, العالي بوجه مغول العصر , .... انا هنا منذ الاف السنين كنت و سابقى انير ظلمات نفوسكم وعقولكم وظمائركم الى ان تكتشفوا بانكم اجرمتم بحقي وان من اشار عليكم بحرق وطني وقتل قيثارتي ما هو الا احمق تتكرر حماقاته عبر التاريخ رغم كل الايات الممتده على تاريخه الطويل .
هيا يا قيثاتي اسمعينا لحنا سماويا اخرا ولنزيح مرة اخرى هذا النشاز الحياتي الخرف.
بقلم :عبد اللطيف ابراهيم علّو