نحن من نصنع لأولادنا الكذب - للأديبة زكية القرشي
يرن جرس الهاتف فيطلب الأب من ابنته الرد على الاتصال ... المتصل صديق الأب يرغب بمكالمته ولكن هذا الأب الصادق لا يرغب بالمكالمة الآن بسبب مشاهدة إحدى المسلسلات ، يؤشر بيديه للفتاة لكي تخبر صديق والدها بأنه نائم وتنتهي المكالمة .
تجلس الفتاة بقرب والدها لتشاركه مشاهدة التلفاز يسألها إن كانت قد انتهت من دروسها فتجيب بصوت منخفض بقليل من الرعشة التي لا يشعر بها الأب بالإيجاب.
الأم ما زالت خارج المنزل في زيارة صديقتها التي لا يرغب زوجها بعلاقتهما ويأمر زوجته بعدم التواصل معها
ذهبت الزوجة إلى تلك الزيارة بعد أن أخبرت زوجها \" كذباً \" بأنها ستذهب للتسوق
وأثناء ترجلها من السيارة بعد عودتها إلى المنزل تنبه ابنها الذي رافقها الزيارة فهو من يقود بها في تلك الزيارة الخفية بتأكيد زيارتهما للسوق أمام والده
في اليوم التالي الزوجة لا ترغب الذهاب إلى العمل وتطلب من زوجها أن يحضر معه من المستوصف الذي اعتاد على إجازاتها المرضية إجازة أخرى تقدمها إلى إدارتها .
ترغب الأسرة الكبيرة \" الجد والجدة \"بزيارة ابنهم وزوجته ولقاء أحفادهم ، والأسرة الصغيرة قد استعدت لنزهة بحرية
وحتى لا يبدي الجدان رغبة المرافقة أخبرتهم زوجة الابن بأنها ستقوم وأسرتها بزيارة لوالديها حيث أن والدتها مريضة.
وأثناء جلوس الفتاة ووالدتها على الشاطئ بالقرب من بعض الصديقات ويتبادلون الأحاديث تخبرهم الأم الصادقة بأنهم سوف يقومون برحلة إلى أوروبا هذا الصيف
والحقيقة أنهم سيذهبون في زيارة أختها التي تسكن القرية التي اشتهرت بجوها الربيعي ، وأمطارها ، وضبابها في شدة الصيف ولكن ما فائدة الجو إذا كانت ليست سوى رحلة داخليه وصديقاتها سوف يتجولن بعدة دول .
يذهب الشاب مع أصدقائه ويعود قرب الفجر وطبعا يسأل الأب الصادق ابنه عن سبب التأخير فيكذب بدوره مدعياً أنه وأصدقائه قد تعرضوا لحادث سير وهنا يكتشف الأب أن ابنه قد كذب عليه لأنه أخبره باسم الصديق الذي رافقه في الحادث وكان هذا الصديق قد اتصل وسأل عنه قبل حضوره بسويعات.
كيف نربي أولادنا على الصدق ونحن نكذب ؟
كيف نربي أولادنا على الأمانة ونحن نخون ؟
كيف نربي أولادنا على طاعتنا ونحن من العاقين ؟
كيف نربي أولادنا على مبادئ الإسلام الصحيحة والمسلم لا يكذب ولا يخون ولا ينكث العهد .. وكيف نفعل ذلك ونحن قدوتهم !!!!
سلسلة من الأكاذيب في حياتهم تحيط بهم من كل جانب فكيف لا يكذبون
أشكرك على هذا المقال القييم فنحن فعلا من نزرع خصال الكذب في شخصية أطفالنا وهي العادات المكتسبة لأن الانسان يخلق صفحة بيضاء ونحن من نرسم عليها كلمات مفهومة أو نلطخها بالسواد أشكرك مرة اخرى ونتمنى منك المزيد