عندنا كل الألقاب نقي واختار - المهندس/عبدالله عمر العمودي
محتاج لقب...كله موجود اختار ياسيدي ولا تحتار!!
للألقاب المهنية مكانة لا يمكن منحها لأي شخص دون علم حصل عليه بعد جهد بذله وتعب مر به ولهذه الألقاب حساسية عالية لدى كثير من الناس وعلى الأخص لدي الأشخاص الذين حصلوا على درجات علمية عالية منحوا بموجبها على هذه الألقاب ومعها تم تضمين أسمائهم بتلك الألقاب كتكريم لهم، وهذا هو المتعارف عليه في جميع المجتمعات وليس في مجتمعنا السعودي فقط.
وهذه الألقاب تمنح لمن تحصل على شهادة علمية تأهل بموجبها للحصول على وسام هذا اللقب الذي سوف يمكنه من وضع اسمه بعد هذا اللقب، ولا يمكن لأي شخص التقليل من شأن الشخص الحاصل على هذه الشهادة أو منعه من أقران أسمه باللقب المرادف للشهادة التي حصل عليها، ولكن عندما يقرن الشخص اسمه بلقب هو من منحه لنفسه أو لوظيفة شأت الظروف أن يعمل بها فهذا المضحك المبكي بالفعل، فاليوم نشاهد العديد من الأشخاص الذين يحرصون على وضع الألقاب الرنانة أمام أسمائهم متجاهلين غبائهم قبل ذكاء الآخرين فنجد ذلك العامل البسيط في تلك الورشة القابعة في أطراف المدينة والذي يعمل بها كميكانيكي لإصلاح السيارات يصر كل الإصرار على لقب "مهندس" وذلك العامل المساعد في الصيدلية والذي أكتسب حرفة معرفة أسماء الأدوية وفك طلاسم خطوط الأطباء يصر على لقب "دكتور"، وفي قطاع الأعلام اليوم نشاهد العجب فكل من ظهر في أي وسيلة إعلامية حتى لو كان ظهوره بالصدفة أو من خلال تقديم برنامج بسيط في قناة مغمورة ومحدودة المشاهدين أو إذاعة لا يستمع لها غيره ومجموعة من أصدقائه يصر وبكل قوة على لقب "أعلامي"، وهذا يؤكد بأن لدينا من الفراغ العلمي الشيء الكثير، وكذلك تؤكد هذه الفوضى بأن انتشار دكاكين "محلات" يا بلاش لم توجد في البلد من فراغ بل لها مدلولها الذي يعكس الواقع ومعانيها التي تترجم الحال.
في الماضي القريب كان لا يمكن أن يتم أطلق لقب على أي شخص حتى وأن حصل على الشهادة العلمية التي تمكنه من وضع اللقب قبل اسمه دون حرج بل بفخر واعتزاز الأ بعد فترة من الزمن كتقدير للقب والمكانة العلمية، وهذا ما يؤكده تمنع العديد من أصحاب الشهادات العلمية الرفيعة والخبرات العلمية والمهنية من وضع اللقب الذي هم أهل لحمله ووضعه أمام أسمائهم حتى الآن، فنشاهد العديد من الدكاترة والمهندسين والإعلاميين البارزين، لا يضعون اللقب أمام أسمائهم، فهم على علم بأن هذا اللقب حق مكتسب لهم ولكنهم على علم ويقين بان الجميع يعرف من هم وما هي درجتهم العلمية أو المهنية.
أمنية..
الألقاب المهنية عبارة عن تكريم للجهد الذي قام به الشخص للحصول على شهادة علمية أو خبرة سنوات، وليس بضاعة رخيصة الثمن يتم شرائها من دكاكين "محلات" يا بلاش، فلنحترم هذه الألقاب ولا نفقدها مكانتها.
وقفة...
أنا على علم بأن هناك من سوف يتساءل أثناء أو بعد قراءة مقالي هذا، كيف لي أن أكتب ما جاء في هذه السطور وبعد ذلك أضع أمام أسمي لقب "مهندس" وجوابي بكل بساطة كيف لا يحق لي بعد مرور أكثر من عشر سنوات وأن أفتخر بحصولي على درجة بكالوريوس الهندسة المعمارية أن لا أضع أمام أسمي هذا اللقب، ورغم أني حاصل على درجة علمية أعلى من هذه الدرجة ولكني أخجل في معظم الأوقات من التفاخر بها لا لشيء ولكني أقدر من أمامي واحترمه ولا أرغب في التفاخر المفرط بما لدي من درجات علمية.
المهندس/عبدالله عمر العمودي