عدد القراء

لمراسلة أسرة تحرير المجلة يُرجى الضغط هنا

أدخل بريدك ليصلك جديدنا:

شراشيح الثقافة - بقلم محمد أبو هزاع هواش





الشرشوح هو من لاإسلوب جديد لديه وتقليده لمنظومات سبقت زائد سرقته لأساليب ولغة الآخرين غير مكتمل وفاشل. بالطبع ليس لديه مقدرة على الإختراع ومحاولاته في هذا الصدد بائسة وتعيسة. أنه مثل الحداثة في الشرق الأوسط: مشروع غير منتهي وذلك لأن سكان المنطقة لازالوا في ورطة السلف/الماضي ضد الحاضر ومشكلة الهوية من ضمن مشاكل مستعصية بالجملة. وصل بقية العالم إلى فترة مابعد الحداثة ومازال الشرق الأوسط يعاني من التأقلم مع الحداثة نفسها و مفاهيمها التي غيرت العالم مئتي سنة سبقت ويلحق نموذجها بنجاح معظم الكرة الأرضية. الأنكى من كل ذلك رغبة الكثيرين من الشرق أوسطيين بالعودة إلى ماقبل الحداثة وأيام السلف من غير حساب عاقل لهذه الخطوة. لهذا ومن دلالات كثيرة من أرض الواقع، يمكننا القول بثقة أن الشرق الأوسط مجتمع شرشوح يشرشح أبناءه بإزدياد وينتج ثقافة مشرشحة محلها لاإعراب له في هامش الثقافة العالمية والفكر.


لست بحاجة إلى العودة إلى معاجم اللغة لأعرف أن كلمة : شرشح، ومشتقاتها، لاتدل على شيئ سوى تدني المستوى أو شيئ مخيف. فالبيك إبن البيك يستخدمها لوصف الأفقر منه، والأب يستخدمها ليصف تصرف أولاده الأرعن، ويستخدمها الأولاد للدلالة على خجلهم من تصرفات أهلهم أيضاً. من الواضح وسع إستخدام هذا المصطلح المعبر. لكن هذه الكلمة وقبل كل شيئ كانت تستخدم من قبل والدي كلما أراد تهديدي قبل ضربي فيقول : بدي أشرشحك وأفضح عرضك ياكلب. كان عمري وقتها حوالي الثانية وعشر وعندها عرفت ماهي ثقافة الشرشحة.


يلام المثقف والثقافة السائدة على شرشحة الأمة، هذا مع التنويه إلى المحاولات الباسلة من قبل الكثير من مشعلي الشموع في أنفاق الظلام. إن مثقف هذا العصر يمكن إعتباره مشرشحاً في معظم الأحيان وذلك لعكسه حال الأمة التعيسة التي يجمعها الفكر، اللغة والنظرية أكثر من التقسيمات الجغرافية ومخافر الحدود. في عالم الفكر والثقافة سيطلق العالم لقب ثقافة الشرشحة قريباً على ماينتجه الشرق أوسطيون إذا لم يتدارك هؤلاء الأمر ويعطوا المكان للموهوبين، المتعلمين، والمتنورين وليس للدكاترة والمحامين الذين لاعمل لهم أو مدراء شركات سابقين في التقاعد يمطروننا بكتب لاأهمية لها من الشمال واليمين ومن الأسفل والأعلى أيضاً محاولين أيهامنا بأنهم رب التخصص في الموضوع المتناقش. نظرة واحدة إلى عدد كتب اللامختصين المكتوبة بالعربية تعطيك نموذج عن الشرشحة الفكرية الحالية المستفرية في المعرفة المنتجة بتلك اللغة.

المثقف المشرشح هو اللذي يعتقد بأنه فوق كل نقد مع أنه لم يقدم شيئاً يذكر حتى الآن ومعظم إنجازاته ومنتجاته لاوزن لهما وينقصهما النظرية، الرؤيا، والمعرفة. تتضمن مقالات شراشيح الثقافة على معلومات مكررة معظمها مسروق من أقوال وأفكار الآخرين، وبالطبع يترفع شراشيح الثقافة عن ناقديهم لأن أساسهم الفكري هش ولهذا فهم يتهربون من المناقشة وعند نشرهم لمقالات تأتينا وكأنها منشورات وليست مكاناً لتلاقح الأفكار وتنميتها. هذا المثقف الشرشوح لاموقف له وبالطبع فكره غير ثوري وطلبه للتغيير جله ذر رماد في الأعين. بالطبع يتبجح المثقف الشرشوح بدلالات لاقيمة لها وله شطحات عنصرية وبالطبع لازال هذا النموذج المصدي يعتقد بالبشر كبهاوات وصعايدة وبالطبع شراشيح وغيرهم.

منشورات مجلة Unknown بتاريخ الاثنين, نوفمبر 08, 2010. أنظر قسم . نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا

0 التعليقات على موضوع شراشيح الثقافة - بقلم محمد أبو هزاع هواش

علّق على الموضوع

أحدث المواضيع

آخر التعليقات

معرض الصور

.

تعريب وتطوير مكتبة خالدية.. جميع الحقوق محفوظة لمجلة بيتي وبيتك للإعلامية صبا العلي