صك الأضحية ظاهرة بدأت بالانتشار في مصر مع حلول عيد الأضحى
صك الأضحية" ظاهرة جديدة بدأت في الانتشار بمصر مع اقتراب موسم الأضاحي، وقد لاقت ترحيباً في أوساط المصريين الذين يشكون من ارتفاع أسعار اللحوم ويواجهون صعوبة في شراء وتوزيع الأضحية.
وأجازت دار الإفتاء المصرية "صك الأضحية" أو مشروع الأضاحي لمن يصعب عليه إقامة سُنَّة الأضحية بأنفسهم، كمن لا يجدون حولهم من يوزعون عليهم لحوم الأضاحي من الفقراء والمساكين، أو من يكون سكنه غير ملائم لعملية الذبح، أو من يكون الوقت معه غير كافٍ لإتمامها أو من يتعذر عليه ذبح أكثر من أضحية في مكان إقامته، وغير ذلك من الأسباب التي كثرت في عصرنا.
ولجأ الكثير من المصريين هذا العام إلى شراء صك الأضحية نظراً لارتفاع أسعار اللحوم ارتفاعاً كبيراً، حيث وصل سعر كيلو لحم العجل إلى 65 جنيهاً وسعر الكيلو لحم الخروف إلى 28 جنيهاً مصرياً.
وأكد مفتي مصر الدكتور علي جمعة في بيان حصلت "العربية نت" على نسخة منه "أن الرأي الشرعي الذي تراه دار الإفتاء هو ضرورة الحرص على الالتزام بإقامة شعيرة الأضحية بمشاركة الأولاد والأهل كل عام قدر الاستطاعة، وإن تعذر لأي سبب بديهي يكون الرأي بجواز إقامتها -الأضحية- بأي طريقة أخرى من طرق الإقامة: إما عن طريق أشخاص، أو مؤسسات خيرية، أو بنوك مؤهلة لذلك؛ حرصاً على مصلحة الفقراء.
وتشهد أسواق بيع الأضاحي ركوداً ملحوظاً رغم اقتراب عيد الأضحى. ويقول أحد أصحاب مزارع المواشي محمود إبراهيم "إن سبب ارتفاع أسعار اللحوم هو قلة المعروض منها، حيث بدأ المربون في حجب المواشي عن السوق منذ أكثر من شهر للحصول على أعلى سعر مع اقتراب عيد الأضحى".
وأشار إلى أن من بين أسباب ارتفاع الأسعار هو الزيادة الرهيبة في أسعار العلف الحيواني، حيث زادت بنسبة 40% خلال 60 يوماً.
ارتفاع جنوني في الأسعاروسجلت بورصة أسواق "السيدة عائشة"، أكبر تجمع لتجار الخراف والعجول بالقاهرة، ارتفاعاً جنونياً في أسعار الخراف حيث وصل سعر "الكبش" إلى 1500 جنيه، فيما يضطر المواطن البسيط لدفع ما لا يقل عن 750 جنيهاً لشراء خروف صغير وذلك بعد ارتفاع سعر الكيلو القائم إلى 28 جنيهاً مقابل 18 في العام السابق.
ويؤكد مراقب الأسعار بوزارة التجارة والتموين خالد بكري ارتفاع أسعار المواشي الحية مثل الأبقار بشكل مبالغ فيه، حيث ارتفع سعر الكيلو من 35 جنيهاً إلى 60 جنيهاً، أما كيلو الخروف البلدي فارتفع من 18 إلى 28 جنيهاً.
إقبال على صك الأضحية وخروجاً من هذا المأزق لجأ الكثير من المصريين إلى شراء "صك الأضحية" من بنك الطعام المصري بمبلغ 900 جنيه مصري.
وتتمثل فكرة "صك الأضحية" في أن يقوم بنك الطعام المصري، وهو مؤسسة خيرية أهلية تعمل على مكافحة الجوع، بشراء الأضحية للمواطن المصري كوكيل عنه بسعر 900 جنيه مصري ويتولى هذا البنك ذبح الأضحية خلال أيام العيد وفي حضور جميع المواطنين في مكان عام ثم يقوم البنك بعد ذلك بتوزيع لحوم هذه الأضاحي على الفقراء والمحتاجين المسجلين لديه.
وأوضح عضو مجلس الإدارة المنتدب لبنك الطعام المصري معز الشهدي لـ"العربية نت" أن برنامج صك الأضحية استطاع تحقيق أرقام كبيرة على مدار الخمس سنوات الماضية ويشهد البنك اقبالاً متزايداً من المواطنين كل عام".
وأضاف أن "البرنامج استطاع إطعام 500 ألف أسرة في عام 2009 وإنتاج 3 ملايين وجبة جاهزة ومعلبة وتوزيعها على مستحقيها على مدار العام، موضحاً أن المستهدف هذا العام توزيع لحوم الأضحية على مليون أسرة، فضلاً عن إنتاج 10 ملايين وجبة معلبة. ونظراً لنجاح فكرة بنك الطعام وصكوك الأضحية فقد انضم اليه بنوك مصرفية خالصة وهي المصرف المتحد و"بي ان بي باريبا".
وأوضح الشهدي أن تطوير برنامج صك الأضحية وتنميته كان ومازال التحدي الأكبر الذي يواجه جميع العاملين بالمصرف المتحد وبنك الطعام المصري. فالنجاح والاستمرارية مرتبطان بكيفية تطوير الفكرة وقدرتها على خدمة اكبر قطاع من الفئات غير القادرة والعملاء على حد سواء بمنظور اقتصادي اجتماعي معاً، فكانت فكرة الاستعانة بكمية إضافية من الأضاحي المستوردة من أستراليا وطرحها للمضحيين كبديل جديد وكذلك محاولة المحافظة على جعل ثمن الأضحية في المتناول.
ووفقاً لإحصائيات بنك الطعام المصري فإن حوالي 15 مليون مصري تحت خط الفقر و3.5 مليون يعيشون في فقر مدقع ومن المتوقع أن يتضاعف العدد في موجة الغلاء حتى عام 2015.
وأضاف أن "هناك نوعين من الأضحية الأضحية البلدي ويبلغ سعرها 999 جنيهاً أما النوع الثاني فهو الأضحية المستوردة وسعرها 777 جنيهاً مصرياً.
وللحد من أزمة ارتفاع اللحوم قررت وزارة الزراعة المصرية طرح ١٦ ألف رأس ماشية قبل عيد الأضحى للحد من الارتفاع المتوقع في أسعارها، بالإضافة إلى طرح ٥ آلاف طن من اللحوم قبل العيد بأسبوع. ورغم ذلك فقد نفذت الكميات المطروحة في المجمعات الاستهلاكية قبل العيد بأسبوع، ولجأ مواطنون الى شراء أضحياتهم بشكل جماعي أي يشترك عدد من الأهالي في شراء ماشية واحدة ويقومون بذبحها وتوزيعها بينهم بالتساوي.
اللجوء إلى الاستيرادوأعلن مستشار وزير الزراعة المصرية سعد نصار عن استيراد 6 آلاف رأس أغنام من السودان، بالإضافة إلى استيراد أعداد كبيرة من العجول البقري المعدة للذبح بلغ عددها 53 ألف رأس ماشية من أثيوبيا والمجر وكرواتيا وإستراليا، وكذلك 82 ألف رأس جمل من السودان وجيبوتي وأثيوبيا و73 ألف طن من لحوم البقر والجاموس، و4 آلاف طن من لحوم الضأن المجمدة.