هالة من غموض - بقلم حسن عبد الله آل غزوي
بعيداً كانت هرولته..
امتطى صهوة أكثر من جواد
تلقفته المحطات الواحدة تلو الأخرى
لتنقش في جسده شيئاً من معالمها
وتحيل أيامه إلى حركة دؤوبة
تقلبات الزمن تأخذه يسرة ويمنة
ومعها يحاول الثبات
وعدم الإنكسار
كيلا تجرفه التيارات إلى بقاع سحيقة
يصعب فيها الخلاص
ها هو يقترب من تلك الساحة
يطمع في اجتياز الأسوار
وفك الطلاسم البغيضة
هي تبذل أقصى طاقتها لتبقى مجهولة لديه
يلفها الغموض الذي تتوهمه تاجاً يزين هامتها
ويجعلها من منظوره سيدة لا تقاوم
إمرأة لا طاقة لبشر على تجاهل حسنها
وغض الطرف عن مفاتنها
يوماً ما ستدرك أنها لم تكن على صواب
فذاك المتيم قد يداهمه الملل
وتفترسه السآمة
ويكون قراره الفيصل:
لتسعدي بالهالة التي قمتِ بنسجها حولكِ
أيتها المتناهية في الإرتماء
في عوالم الـخيال
...
كم هي فائقة قدرتكِ
في جعله هائماً بكِ
مستغرقاً في كنهكِ
يعاوده الإلحاح مرة بعد أخرى
لذات السؤال:
من أنتِ؟
ويردفه بثان:
ماتبتغين من شخصي؟
وحين تراوغين
وتبدين فلسفة ينفر منها
تتأجج نيران الخصام
ويطلق العنان لعتاب
ربما أثقل كاهلكِ
فهل تدنو ساعة البوح الجميل
وتنجلي السحب الداكنة ؟
أم تتواصل الرحلة المسربلة بالمناوشات
فلا يقف على حقيقتكِ
ولا يبدي تنازلاً عن رغبة تجتاحه؟
...
السحب الداكنة في طريقها إلى التلاشي
والهالة توشك على الانقشاع
لتتضح الصورة بجلاء
وتمسي الطلاسم مجرد ذكرى
لا أكثر
...
ويتواصل عنادها
ومعه تزداد آماله
بانفراج الأزمة
مازالت الدهشة تعلو محياه
لقوتها
بحرمانه من شذرات
يحسبها تبهج صدره
ربما تستجد أمور
تنبثق منها خيوط جميلة
ر
ب
م
ا
