عدد القراء

لمراسلة أسرة تحرير المجلة يُرجى الضغط هنا

أدخل بريدك ليصلك جديدنا:

الحب بين الواقع والخيال والضحية


في يوم من الايام كنت أعزف على معزوفه ولكن من غير مقدمات وكنت سريع في العزف فسألني أحد اصدقائي
مابللك تعزف وكأنك على عجلة من أمرك ولكن كان مجرى عزف على نفس الموضوع الذي سوف اطرحه بين ايديكم

لربما المعظم من الناس يدرك أنه دخل الإنسان عصر التطور من أوسع أبوابه ، وارتبط تطوره هذا بشكل أساسي في حياة الإنسان المادية من خلال استخدامه للوسائل المتطورة ، حتى أطلق على عصرنا أسام مختلفة، عصر التطور ، عصر السرعة ...وغيرها
على أن التطور تجاوز حدود المادة إلى صناعة المشاعر والعواطف أيضا !! فالرجل الذي كان يرغب في الارتباط بفتاة ليتزوجها، أو ربما وقع في حبها لأول نظرة، كان يسعى جاهدا للبحث عن شريكة حياته بين الحدائق و الزهور، وطارقا أبواب العائلات المحترمة يستأذن أهلها في الدخول لطلب يد من استقرت مع حبها في قلبه، أو على الأقل للتعرف عليها عن قرب من خلال مجالستها في وجود محارمها ...
أما في عصر التطور يلجأ الكثير من الشباب للبحث عن الشريكة عن طريق وسائل الاتصال الإلكتروني وعلى رأسها شبكة الإنترنيت ، فبمجرد الضغط على زر واحد يصل إلى آلاف الفتيات اللاتي يجلسن وراء شاشات الكومبيوترات لعل فتى الأحلام يخرج منها كالعفاريت !!
ويبدأ بالتجول من واحدة – سواء ردت عليه أو أهملته – لأخرى ، حتى يعلق حظه بإحداهن ؛ ليبدأ معها قصة حب خيالية منسوجة من خيوط الكذب والتحايل والمراوغة !!
وفرق كبير بين حبيبين جمعهما الحب الحقيقي العفيف الطاهر ذو المشاعر المتبادلة من خلال التعارف الشرعي القائم على أساس الاحترام المتبادل في ظل علاقات أسرية وبين حبيبين اجتمعا لساعة على الانترنيت قضياها بالاحتيال في المشاعر والأكاذيب في المعلومات ابتداء من سنوات العمر ، والحالة الاجتماعية ، وانتهاء بإظهار مستوى عال من التفكير والعلم والعبقرية !!
الحب الإلكتروني عديم الطعم واللون والرائحة ، فارغ من معاني الحب الحقيقي التي تعطي في نهايتها ثمارا يانعة ، خاصة إذا عُلِمَ أن من يلجأ إلى هذا النوع من الحب الرقمي هو المحروم من الحب الحقيقي الذي لا يأتي بالجلوس أمام شاشة تحول الإنسان إلى صخر أصم!!
وطبعا هناللك اختلاف شاسع بين الحب الخيالي والذي يطلق عليه الحل الاكتروني والحب الواقعي او الحقيقي
وفي الحب الحقيقي يكون ارتباط الشاب بمحبوبته فقط باذلا كل غال لإكمال مشواره معها، ليصلا إلى قمة هذا الحب في زواجهما زواجا ميمونا مباركا تشع منه روائح السعادة وتكون مصدر الابتسامات التي لا تنتهي عند الضفاف كما هي دوامات الجداول ..
أما الحب الإلكتروني فربما يكون الشاب في علاقة حب وهمية مع عشرات الفتيات، وربما يكون في بعض علاقاته تلك يهدم علاقة حب حقيقية لفتاة لها ارتباط مع حبيب آخر ، أو مع خطيب ينتظر محبوبته ، أو مع زوج يجمعهما دفء فراش الزوجية !!
الحب الحقيقي يكون أرضية صلبة تقام عليها قصور مشيدة تمثل حياة زوجية سعيدة، تلك الأرضية التي يكتب ويرسم عليها الحبيبان صورة الحياة المستقبلية التي تجمعهما من خلال الحديث عن العش الزوجي ، الأولاد ، طاعة الوالدين ، حب الأهل ، وكيفية التعامل مع أصدقاء كل منهما ..
أما الحب الإلكتروني فيكون مستنقعا للحديث الفاحش ، الذي لا يخرج عن العورات وما يغطيها ، وما يرتبط بها !!
يكفي لمن أراد أن يتعرف على مدى خطورة نتائج هذا النوع الهزلي من الحب أن يرى من خلال أي برنامج حواري الكم الهائل للموجودين من جميع دول العالم وهم يتحاورون بلغاتهم المختلفة، سيرى أن اغلب الذين يبحثون عن الجنس الأخر يطلبونها من باب التسلية، وفي قضاء الوقت بالحديث الذي ينتهي في النهاية بلا فائدة من كلا الطرفين !!
بل يتعدى الأمر في بعض الأحيان إلى الابتزاز المادي بين كل من الحبيبين .
كما أن الحب الإلكتروني قد يكون سببا في تدمير حياة أسر وعائلات ملتزمة يصعب على لصوص العواطف أن يخترقوها بأجسادهم فيفعلوها عن طريق الإنترنيت ، ويدخلون البيت من ظهورها ، إذ ربما تتساهل الفتاة في إعطاء حبيبها الوهمي دليلا سواء صورة فوتوغرافية أو أفلاما حركية أو حتى أصواتا تنسب إليها ، كل ذلك يكفي أن يكون سببا في تهديده لها !!
ولو عدنا إلى النتيجة النهائية لوجدنا أن الخاسر الأكبر في هذه الدراما الوهمية هي الفتاة بالدرجة الأولى ، كونها تعلق آمالا في الحصول على شاب يكون زوجا لها يحميها من قادم أيامها وهي خائفة أن تلتهم ربيع حياتها ...
وحتى يضع الإنسان سياجا حاميا لأسرته حتى لا ينتقل إليها هذا الفيروس المعدي، وبالتالي تسلم العائلة من الكوارث والمصائب الاجتماعية ، عليه أن يراقب تصرفات أفراد أسرته منذ بداية نشأتهم، وعدم وضع الكمبيوتر المرتبط بالإنترنيت في غرفهم الخاصة ، والإصرار على وضعها في غرفة المجلس للعائلة .
كل ذلك إضافة للتربية الأخلاقية الصحيحة القائمة على الحوار والتفاهم والإقناع ، وبيان أسباب ونتائج وأثار المنع ، وإعطاء مساحة واسعة للمناقشة حتى يسمع وجهة نظر أبنائه في المشكلة ليكونوا جزءا من الحل وخاصة الفتيات منهم ، وبذلك يكون الجميع مقتنعا بما يخططه الربان لمركب العائلة
وفــي اعتقد في نهاية هذا اللحن أن مصطلح الإلكتروني غير صحيح من وجهة نظري المتواضعة، كما وأتصور أن المصطلح الصحيح الذي يحل مكانه في النهاية بحكم نتيجته هو الكره الإلكتروني ؛ لأن الخاتمة السوداء لمثل هذا الحب الرقمي الوهمي يكون حقدا ، وفقدان ثقة بين الجنسين بشكل عام، ليس من قبل كل من الحبيبين فقط، وإنما من الذات أيضا، فعندما يشعر الإنسان بالفشل الدائم في الحصول على حبيب في هذه الحياة ، يكون أشبه بالأموات ولو انه يمشي بين الأحياء !!

وهمســــــــه أخيره
لكي اختم لحني لربما من ورى هذه الشاشات الرقميه الحصول على الفتى الصالح ولا أجزم على هذا المحتوى كيفية معرفة الفتى الصالح يرجع الى الفتاة نفسها وكيفية تميز هذا الفتى وهناللك أساس في أعتقادي من السهل التميز بها ولا يملكها الى الطرفين الواقعين اسرى هذا الحب

منشورات مجلة Unknown بتاريخ الجمعة, سبتمبر 17, 2010. أنظر قسم , . نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا

0 التعليقات على موضوع الحب بين الواقع والخيال والضحية

علّق على الموضوع

أحدث المواضيع

آخر التعليقات

معرض الصور

.

تعريب وتطوير مكتبة خالدية.. جميع الحقوق محفوظة لمجلة بيتي وبيتك للإعلامية صبا العلي