اكرهني - للشاعرة غيداء الأيوبي
أنا بحـر
منَ الأحزانِ والفوضى
أنا تيـْهٌ
بشطءِ الهمِّ لن أرضى
فأينَ الدّربَ
هلْ أجثو
هنا أرسو ؟
سرابُ الدّربِ مجهولٌ
هنا أيضا
أنا لستُ التي أهوى
بما فيَّ
كرهتُ النـّاسَ
والأجناسَ
والرّوضا
أنا ( غيدا )
فأين الغيدُ
منْ ( غيدا ) ؟
وأين الوردُ
في خدٍّ
روى جـِلْدا ؟
أغابتْ وردتي قطفـًا
بلا وعدٍ ؟
أمِ البستانُ مهجورٌ
ذوى قـَصْـدا ؟
أمِنتُ الرّوحَ في روحي
ولكنّي
جمعتُ الرّوحَ أشلاءً
غدتْ فـَقـْدا
فضاعتْ في جنوحِ الخوفِ
أزهارٌ
وماتتْ في يدي
روحٌ وأسرارٌ
كأنَّ الموتَ يحييني
لكيْ أنجو
مِنَ الأشجانِ
والأحزانِ
قدْ أهـْدَا
أنا وعدٌ بلا تدشينِ
في المنفى
أنا دمـِّي بذي السِّـكينِ
قدْ أوْفى
فأيامـِّي
وأحلامي
وأنعامي
غدتْ دمعـًا
غدتْ شمعـًا
غدتْ نزْفـا
غدتْ آهاتـُها تسري
بإنساني
وأوطاني
وروحي فيَّ
لن تـُشـْفى
فقدْ أيقظتُ إحساسي
عسى أبقى
فذقتُ المـُرَّ
من كاسي
ولم أُسقى
بكى حسـّي
على جسمي
على رسمي
فأجَّ القلبُ
إعصارًا
هوىَ شنـْقـا
ولجَّ الدّمعُ إبحارًا
على وجهي
تضاريسي وأجوائي
غدتْ برْقـا
وضجَّ الرّعدُ
في صوتي وآهاتي
وقلبي خفقـُهُ دوّى :
كفى ....
رِفـْقـا
