عدد القراء

لمراسلة أسرة تحرير المجلة يُرجى الضغط هنا

أدخل بريدك ليصلك جديدنا:

حنانيك يا أماه - قصيدة لشاعر الاحساس محمود اسماعيل


حنـانيـــك يـــا أمــــاه


أمى ..
لماذا تذبحين فى َ الغدا ؟!
ولَّيت ِ وجهك ِ
حين يمَّمت’ قاصدا
أتيت’ بقلب ٍ
هدَّه’ الشجو’ راجيا ً
وبؤت’ بذنب ٍ
بات للقلب سيّدا
هجرت’ تفاعيلى
وسرَّحت’ وجهتى
و’جبت’ دروب المستحيلات
شاردا
مرافىء عينيك ِ
احتملت’ فراقها
ورافقت حلما ً
ثائرا ً ’متمرِّدا
وهاءت لى َ الدنيا عروسا ً
فنلتُها
و أرهقت’ ظهر العاديات ِ
بلا ’هدَى
و أطلقت’ سحرى
فى مدارات نشوتى
فهروَلَت الأفلاك
وانداح لى المدَى
تراتيل’ عشقى ياحبيبة’
ماروَت لى غِلة ً
أو جنَت لى المحامدا
تصاريف أقدارى
التى أودعتها
غياهب نسيانى
تعود ’مجَدَّدا
يا ويح شعرى
إن تراخىَ فى يدى
يا شعر’
أغرقنى ولا تمد’د يـــدا
ما بين صدِكِ وارتجافى
دمعة’’
إن ’تطلقيها زفرة ً وَتَنهُدا ..!
أمَّاه’
ما عشقى وما ملكت يدى
لو بت’ عنك ِ
وعن رحابك ِ ’مبعَدا ؟!
اليوم َ جئتُك ِ ياحبيبة’
آيبا ً
أنا والحنين’
ببهو قدسك ’سجَّدا
أشتاق’ حضنك ِ
يا نقاء طفولتى
يا سرَّ اسرار الوجود الأوحدا
يا ’مبتدى سكنى
وسهد تألمى
وتعثُّرى نحو الرؤىَ ’مترَددا
جرحى تنامى َ
فى جبين قصائدى
وتحالف الأقدار ضِدِّى
قد بـــدا
تجتاح شريانى
عقارب غربتى
والخوف’
والأحزان’
والليل’ والعِدا
بايعت’ شيطانى
على عقر ناقتى
وجفـَّفـت’ نبعا ً
كان للقلب رافدا
و أسلمت’ وجهى
لانتكاسات ذََلَّتى
و أسرجت’ وهمى
راكضا ً نحو السُّدىَ
فرفقا ً بمن شقَّه’
الوجد’ والجوى َ
و ما زال يا أمَّاه’
للحب عابدا
و ما زال ينزع’
بالمَلمَّات ِ شوكة ً
بداء ٍ ’يداوى
ما بعينيه ِ ’أغمِدا
ويشكو حصارا ً
للذى كان ذنبه’
ويرفع دعوى الشوق ِ
للبَين ِ والصدى َ
فيا حَرَّ دمعى
حين ولَّيت’ هاربا ً
فأشعلت’ جرحا ً
بين جنبيك ِ عامدا
وليتك ِ أحكمت ِ الوثاق َ
على فتى ً
بافيائه ِ الحزن’ انتشى ’متعامدا
فيا خيرَ صاحبة ٍ
أحق’ بصحبتى
بها الله وصَّى َ
فى تجلِّيه ِ أحمـــدا
مروج’ حنانك ِ
كيف لى تتنكَّر’ ؟
وجندلك القدسىُّ كيف تجمَّدا ؟
عبيرك ِ يا أمَّاه’
ما زال فى دمى
وحبك ِ
طود’’ فىَّ مازال صامدا
’تعاودنى ذكراك ِ
فى كل ليلة ٍ
فتوقظ’ شوقا ً
كان فى القاع راكدا
ويجرى حنين القلب
كلما سرَت
على وجنتى
نسمات’ عطرك والندى َ
وما زال همسك ِ
ضاربا ً فى خافقى
وشدوك ِ أذكر’
كلما الطير غرَّدا
و ما زال نبضك ِ
كلّ فجر ٍ يهزُّنى
ألا قم لربِّك َ
وابتغ ِ القرب َ حامدا
نزفت’ من الترنيم ِ
ملء َ محاجرى
وأبكيت’ بالأحزان ِ
خِلا ً وحاقدا
حنانيك ِ يا أمَّاه’
ما زلت’ راغبا ً
بجنَّات عدن ِ
تحت نعليك ِ ’تفتَدى َ
فرفقا ً بطفل ٍ
ساقه’ الشوق آسِفا ً
و’معتذرا ً
’مسبل َ الطرف ِ عائدا
أيا ظلَّ صفصافة ٍ
تحنو على كَبِدِى
يا’رقيَة ً نورها
كم فََتَّ حاسدا
أمَّاه’
إن كنت’ أشركت’ جاهلا ً
فقد جئتك ِ اليوم َ
’مخلصا ً و ’موَحِّدا

منشورات مجلة Unknown بتاريخ السبت, سبتمبر 18, 2010. أنظر قسم , . نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا

0 التعليقات على موضوع حنانيك يا أماه - قصيدة لشاعر الاحساس محمود اسماعيل

علّق على الموضوع

أحدث المواضيع

آخر التعليقات

معرض الصور

.

تعريب وتطوير مكتبة خالدية.. جميع الحقوق محفوظة لمجلة بيتي وبيتك للإعلامية صبا العلي