أحلام العزوبية - للكاتب حسن الكويتي
كل شاب وشابه يبحث عن شريك او شريكة حياته ويرسم اجمل اللوحات في مخيلته (من مواصفات الشريك وحتى تخرج الأبناء من الجامعة) وكل واحد
على حسب مزاجه وميوله .متجاهلين الواقع وان كل انسان لديه ميول وأحساس ورغبات وشعور وأدراك يختلف من شخص الى اخر على حسب تعليمه
وثقافته وبيئته ومجتمعه وتربيته ..الخ
فا عندما يعيش الشاب او الشابه مرحلة (العزوبية ) تجده يعمل جاهدا على ان يكون مثالي في كل شي قدر المستطاع وذالك لأصطياد شريك الحياة المتوافق معه او على اقل تقدير يأخذ من كل بستان ورده ليكون متوافق مع كل الأذواق ومتميز
وهو الحق المشروع دون ادنا شك لاكن هل هذا التميز والجهد المبذول هو الواقع الذي يعيشونه حقا ؟ وإذا كان كذالك هل استمر بعد الزواج ؟
يقول احد الأخوه ممن تحدثت معهم في احد المواقع الأجتماعية >> كنت مثل اي شاب لا أخرج من المنزل إلا وأنا قد تفقدت نفسي من الحذاء (اكرمكم الله ) حتى (العقال ) وغرفتي على اروع مايكون وسيارتي
الصغيره و الحديثه نظيفه لا استمع الا للموسيقى الهادئه وأم كلثوم وعبد الحليم وأعيش اجواء رومنسية في كل اموري وأرسم لوحات جميلة لمن سوف تكون
شريكة لحياتي .وأسكن في المستقبل في قصر فيه حديقة مليئة بالورود ومسبح وووووالخ ...
وفي يوم من الأيام اتى مالم يكن في الحسبان فقد اصرت والدتي على ان اقترن بأبنة عمي وهذا ماقابلتة برفض ثم انهالت العروض علي من كل الجهات وعلي
الأختيار وبعد تمحيص وتدقيق أخترت احد الفتيات لتكون شريكتي في هاذه الحياة وتمت مراسم الزواج
ونتقلنا لعش الزوجيه وبدت لي الحياة غير التي كنت اعرفها فقد احسست بالمسؤلية لاول مره وسعادة لم أشعر بها من قبل.. الان معي من يشاركني كل أمور حياتي الحلو منها والمر.
بدئنا شهرنا الأول أسعد زوجين كانت فترة تعارف وتئالف لم نركز على الأختلافات والسلبيات بيننا بقدر تركيزنا على ان لايخدش احدنا شعور الاخر وكنا نعيش قمة الرومنسية ولكل منا مجتهد بهذا الخصوص . وبعد مضي (شهر العسل ) الذي كنت قبل زواجي انتقد من يقول هذه العباره وأقول لماذا يقولون شهر العسل ولا يقولون حياة العسل!!!! ؟
عدنا الى عائلاتنا والأختلاط بالمجتمع وعدت الى عملي وكلانا يملاء قلبه الحب والفرح ...وحملت على عاتقي تكوين اسره سعيدة. بدأت أخرج كل صباح ..كل معتاد الى عملي وأعود الساعة الثانية بعد الظهر ...وهنا بدأت اول التلميحات بعدم التأقلم والارتياح على هذا الوضع فا أوجدنا حلا يكون ان اذهب بها كل صباح الى اهلها وعند عودتي من العمل اذهب وأخذها معي بعد المرور على الوجبات السريعه وأخذ الغداء معي ..وستمر الوضع على هذا المنوال حتى انني لم استطع معه صبرا فعملي وسط المدينه ومسكني شمالا ومسكن اهلها غربا فقررت ان نتحاور ونجد لذالك حلا وتم ذالك بعد ان احتدم النقاش وعلت الأصوات
فكان الحل الوحيد هو ان تبحث زوجتي عن وظيفه وأن تكون الوظيفة في وسط المدينه وتم ذالك بعون من الله وأصبحنا نخرج سويا ونعود سويا لاكن بعد المرور على الوجبات السريعة وعادة المياه الى مجاريها .
نعود الى المنزل الساعة الثالثة بعد الظهر تقريبا نتناول الغدا ثم نخلد الى الراحة حتى الخامسة اوالسادسة مساء مما يجعل من الوقت قصيرا لزيارت الأقارب او الاصدقاء او حتى عائلتي او عائلتها فقمنا بأيجاد حل لهذه المشكله وهي بأن نجعل هناك يومان في الاسبوع نجعلها للزيارات ونتحمل فيها التعب والأجهاد وعناء العمل . بغض النظر عن الزيارات المفاجأة او المرتبه التي يقوم بها الأقارب او الأصدقاء .والتي ماأن نقوم بها أوننتهي منها حتى نقوم بسباق مع الزمن لكي نكسب منه بضع ساعات ونغرق في سبات عميق .
تحدثنا ذات يوم عن حياتنا ومستقبلنا وعن انجاب الأطفال وعن احلامنا قبل الزواج وماكان منا الى الضحك فقد مر على زواجنا عاما ونصف العام مليء بالحب
والورود والعطور والشموع والزيارات والمنتجعات والهدايا ..الخ حتى باتت هذه الأمور عادية الحدوث بل اصبحنا نعيد النظر في وضعنا الحالي والمستقبلي فقد مر على زواجنا عام ونصف ونحن لم نرسم حتى مستقبلنا ومستقبل ابنائنا .فقررنا التخطيط والمضي قدما دون تراجع لتحقيق ماكنا نتمناه لنا ولأبنائنا .
فبمجرد ان احضرنا قلما وورقه لكي نرسم مستقبلنا . تفاجئنا بأن اللممحاه قد استخدمناها اكثر من القلم
فالقصر الفاره تحول الى منزل صغير والحي المثالي الى حي تجتمع فيه اهم الخدمات على اقل تقدير وهذا يرهق الميزانية ويأجل كثير من الأحلام الصغيره الى اجل غير مسمى .
فبدأت اول التحولات الحقيقية في حياتنا فبدئنا بحساب التكاليف وعدد السنوات التي سوف يتم بها تحقيق هذا الحلم البسيط فوجدناه قد تجاوز العشر سنوات
والمبلغ الذي سوف نقتطعه من مرتباتنا ليس بسهل قد تجاوز العشرت الاف إذا نحن بين خيارين اما ان نؤجل حلمنا الكبير الذي لابد منه في النهايه ونستمتع في حياتنا ونحققه على كبر منا وعندها لايكون استمتاع كبير السن مثل الشباب او نصبر ونؤجل الاحلام اثنى عشر او عشر سنين .فتفقنا على ان نبدأ تحقيق الحلم .ومضة الشهور وكانت قاسيه بعض الشيء علينا فقد كنا على مايتبقى من راتبينا نقتطع إيجار الشقة التي نسكنها والذي كان يرهقنا مما أضطرنا الى البحث عن شقة اخرى بأقل إجار وأقل مواصفات وخلافه حتى ضقنا ذرعا من تحول حياتنا ومعيشتنا فقررنا ان نقلص المبلغ المستقطع حتى وأن زادة المدة وستمرينا على هذه الحال عامان
ونحن نشد على أيدي بعضنا ونأمل انفسنا بأن المستقبل أفضل وأن المهم هو الحب حتى وأن عشنا في غرفة .وستمرة الحياه
حتى انجبت زوجتي مولودتنا الأولى وكانت بنت تشبه امها كثيرا فغمرتنا فرحة لا توصف وتفقنا على تسميتها دون جدال( صابرين )
وما أن خرجت والدتها من المستشفى حتى بدئنا نعيد الحسابات من جديد ....لابد من أحضار خادمة لها لترعاها اثناء غيابنا للعمل فقمنا بقتطاع مبلغ من المبالغ التي جمعناها وتقليص المبلغ الذي كنا نقتطعه لنوفر اجر الخادمة ومبلغ لرعاية الطفلة ومرة الشهور وكبرة الطفلة
ونحن على نفس الوتيره الاخيره مع تغير بسيط وهو انه اصبح لدينا طفله نقتطع لها من وقتنا الشيء الكثير لكي نحسسها بلعاطفه والحب والحنان والأمان
وكانت لا تنام إلا معنا على نفس السرير فأصبح هناك من يشاركنا كل شيء .
فكم أجلنا خلواتنا وأسكتنا ضحكاتنا وألغينا زياراتنا من أجلها فنحن لسنا كسابق لوحدنا بل معنا شريك.. وأي شريك .فقد كانت شغلنا الشاغل فقد احسسنا معها بكل المسئوليه ومعانيها ..فقد كنا نشعر بوحدتها فكنا نخرج في الأوقات التي قد جعلناها لنا لنجعلها تلهو وتلعب في المدن الترفيهية وخلافه وأعيننا لا تكاد تفارقها خوفا عليها .
حتى قررنا ان ننجب طفل اخر بأرادة الله ومشيئته حتى يؤنس وحدتها ولكي نستطيع ان نخلو مع بعضنا ولو بعض الوقت .لأننا احسسنا انه مضا وقت طويل ولم
نجلس او نستمتع في وقت رومنسي مع بعضنا كما في السابق .فشاء الله وأنجبت زوجتي مولودنا الثاني وكانت بنت أيضا وفرحا جميعا بها حتى ان صابرين لا تفارقها ابدا .وزادة الفجوه بيني وبين زوجتي بعكس المتوقع فكانت زوجتي مشغولة دائما بصابرين واختها الصغيره .لاكن ماكان في الأمكان
أكثر مماكان وزادة معها المصاريف وتقلص المدخر من المال لتحقيق الحلم وتأجلة كثير من الأحلام الصغيره و شيء من رومنسية (العزابية) (بوكيهات الورود) التي ما ان توضع في موضعها حتى تتطاير اشلائا في كل مكان ..أو الشموع التي تطفأ حين إشعالها ...او حميمية السرير التي تنقلب الى حمى سرير عند صراخ أحد الأطفال
وستمرت حياتنا على هذه الوتيره مع بعض الخلافات البسيطه وتسعت الفجوه بيني وبين زوجتي بعد انجابها مولودنا الثالث وزادة المصاريف وأيقنت ان احلام العزوبية
فعلا احلام .ليس من السهل تحقيقها على كل حال .فلقد مضى على زواجنا الان عشر سنين ولم نجمع من المال لتحقيق حلمنا الكبير والمتواضع سوى اقل من النصف<< انتهى<<
سئلته في فضول طيب تتوقع هذا حال كل المتزوجين ؟ قال لا بس الأغلبيه
قلت طيب احلام العزوبيه والرومنسيه والأجواء الخيالية ؟ قال لا يصح الا الصحيح فالواقع يحطم الأحلام فعندما استعرض انا وزوجتي احلامنا وأامالنا وطموحاتنا
ننتهي عند اهم شي الحب في القلوب (فقد كانت احلامنا كثيره (يضحك) فقد كنا نحلم بمنزل وحديقه مليئه بالورود وكل مافي المنزل على ريموت كنترول (يضحك طويلا)
وغرف فسيحة وجناح خاص ووووو وسياره فارهه وسياره عائلية وسيارة خدمات .وكل اجازه (يضحك ) في دولة
قلت طيب وش تنصحني فيه انا عزابي . قال والله انصحك ما توسع خيالك وتعيش واقعك الزواج مسئولية وماكل مايتمنى المرء يدركه ولا تتزوج حتى (تكون)نفسك زين
ماتاخذ قرض للزواج ولابد انك تمتلك ارض وعلى الأقل تمتلك نصف قيمة عش الزوجية ولا تنجب اطفال حتى تجمع النصف الثاني .وعلى فكرة ترى تفكير العزابي (ويضحك)وسمحلي فيها كله في الجنس وشكل البنت ورومنسيه بس ...وهاذي والله خلال ست شهور سنه غير تنساها لان الأهم هو كيف تكون أسره سعيده وتبني مستقبلك وتضمن مستقبل أبنائك وبناتك وتعيش نفسك وعائلتك حياه كريمة .
قلت طيب زوجتك الله يحفظها هل كانت مثل ماكنت تبي ((طبعا فيه حريه بالحديث لان كل واحد منا مايعرف الثاني ) قال والله في بداية الزواج قلت الحمد لله الي حصلت
70% من الي كنت احلم فيه لاكن مع السنين غلب الطبع التطبع وبدا كل شي يزول ويتلاشى ..قلت طيب ونت (ضحك ثم ضحك )وقال والله وانا مثلها ............ودعته مع الدعاء له بالتوفيق وأن الله يحقق كل امانيه .
مخرج
اخواني وأخواتي كل واحد يمد رجليه على قد الحافه .وترى اهم شي الرضى بما قدر الله ..ولحد يحلم كثير ويعيش اجواء رومانسيه زيادة عن الزوم حتى ماينصدم في الواقع .الي يبي بانوراما يحلم في كوريلا ولي يبي قصر يحلم في شقه والي يبي سويسرا يحلم في البحرين او دبي ولي يبي مريام فارس او راغب علامه يحلم في شيرين عبدالوهاب او رابح صقر
الله يوفقكم يارب ويحقق امانيكم )
