عدد القراء

لمراسلة أسرة تحرير المجلة يُرجى الضغط هنا

أدخل بريدك ليصلك جديدنا:

.......البيوت الشامية من الداخل والخارج روعة ودقة وابداع .......


البيت الشامي نموذج للبساطة ‏الهندسية والتكوين والتشكيل الخارجي والروعة والدقة والابداع.



يعتبر البيت الشامي التقليدي مأثرة من مآثر العمارة ‏العربية بمواصفاته الفريدة التي اكتسبها خلال قرون من الازدهار الحضاري بلغ ‏خلالها فن العمارة الاسلامية القمة في الابداع




والتوزيع الوظيفي.‏

والبيت الشامي مثال صادق لجمال البيت العربي المغلق من الخارج المفتوح الى ‏الداخل حيث نجد "ارض الديار" واسعة تتوسطها بحرة جميلة وتحيط بها غرف البيت ‏المكونة من طابقين في اكثر الاحيان ويتصدر البيت الايوان والى جانبه غرفة ‏الاستقبال المفروشة ولا يخلو بين شامي قديم من الشجر والازهار.‏

وقد يلاحظ الزائر لبيت دمشقي تاريخي اهتمام اهل الشام بتزيين وزخرفة الدور من ‏الداخل وكانوا ينظرون في البناء الى ثلاثة مقاصد في ان واحد هي المحافظة على ‏الدين والصحة وطبيعة الاقليم معا.‏



والنافذة في البيت الشامي لابد منها لنفوذ النور ودخول الشمس وتجديد الهواء ‏وكانت تفتح على صحن الدار والايوان والمشارق الواسعة فقط ولا تفتح على خارج الدور ‏كالطرق بحيث يظل كل ما في الدار ضمن جدرانها ولا يتعداها بعيدا عن انظار الغريب ‏والقريب على السواء.‏

وتكون صحن الدار معرضة للشمس الساطعة من الصباح حتى المساء يتخللها الهواء ‏النقي.‏





ويقال ان اول بيت عربي شيد في دمشق كان للخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان حيث ‏شيد داره التي عرفت بدار الامارة وبقصر الخضراء ايضا نسبة الى القبة الخضراء التي ‏كانت تعلوها وكانت الى جوار الجدار الجنوبي للجامع الاموي الكبير تتصل به بباب ‏خاص.‏

والبيوت والدور الاثرية والتاريخية التي يمر بها الانسان في دمشق القديمة ‏لا يمكن ان تحمل هذا الوصف الا حين يدخلها المرء ويشاهد ما يستره الحجاب من عظمتها ‏ومن البساطة والحشمة فيرى الزائر جدرانا باسقة وزخارف هندسية وفنية متناغمة ‏واشجارا ونباتات متنوعة. وعندما يدخل الزائر احد البيوت الشامية القديمة العريقة فاول ما يواجهه ‏عند بوابتها ما يسمى "الخوخة" التي





تسمح بمرور الانسان وحيدا ضمن بابا البيت ‏الكبير.‏

وهذه الابواب جزء من تاريخ العمارة العربية القديمة اندثرت صناعته منذ زمن ‏بعيد اذ كان الباب الدمشقي يصنع من الخشب قطعة واحدة- درفة واحدة- وغالبا ما يكون ‏خشبا مغلفا بالزنك وهناك نوع من الخشب المقوى وهما نموذجان بسيط مؤلف من درفة ‏واحدة واخر كبير ضخم مؤلف من باب مرتفع يتوسطه اخر صغير لدخول الشخص وهو عادة من ‏ابواب الاعيان والاغنياء وفي كثير من الاحيان يكون الطرف العلوي للباب على شكل ‏قوس.‏




اما مفردات البيت الشامي من الداخل فتبدأ بعد دخول البيت من الخوخة وفي الطريق ‏لصحن الدار يمر الزائر بدهليز (ممر ضيق ومعتم) حتى اذا دخله يقف امام فسحة ضخمة ‏مفتوحة الى السماء تزينها الاشجار والنباتات الشامية العريقة والزهور الدمشقية ‏النادرة.‏

فهناك الياسمين وشجر التوت والنارنج والكبار والليمون الحلو والحامض والبرتقال ‏وهي من الاشجار التي لا يتبدل ورقها ولا يتساقط لا في الصيف ولا في الشتاء بل تظل ‏خضراء نضرة طوال العام وهكذا

يكون صحن الدار كروضة غناء تغني عن الحدائق الخارجية ‏للقاطن.





‏واذا سار الزائر بين هذه المساحات الخضرية الرائعة يجد بساطا من الزخارف ‏المنفذة من الرخام المشقف والزخارف الحجرية السوداء والبيضاء حيث يلاحظ وسطها ‏القبب السوداء والبيضاء ويتوسط هذه الفسحة السماوية البحرة المنفذة من الاجر ‏المشوي والمكسوة احيانا بالرخام واحيانا اخرى باحجار سوداء وبيضاء وتزينها خيوط ‏هندسية وفنية منحنية تتوزع على حافاتها الواح من الرخام او الحجر المزرر والمفصص ‏باللونين الاحمر والابيض.‏

ومن مفردات البيت الشامي "الليوان" وقاعات الاستقبال والضيافة حيث لايخلو سقف ‏الليوان من الزخارف الخشبية المنفذة بعدة اشكال فيرى الزائر في صناعتها الحشوات ‏والملايات والسراويل وغيرها.‏





وهذه العناصر التزيينية توزع لتعطي في لوحتها النهائية هذا الديكور الفريد من ‏نوعه ويتوزع فيه فتحات جدارية فيها الكوى وهي ذات ابعاد صغيرة وتستخدم للشمعدانات ‏وقناديل الكاز او في بعض الابنية تجد فيها فتحة جدارية كبيرة ينسكب منها الماء من ‏الاعلى وعبر نظام تمديد للمياه العذبة التي تذهب في حوض البحرة وهكذا يجد الزائر ‏مراة تعكس نفسها فصوت الماء وجريانه والجو الرطب الذي يصنعه وكانه مكيف هواء ‏ولا تخلو أي دار من هذه الدور الاثرية من قاعة رئيسية للضيافة

‏والاستقبال ولا تخلو هذه من ارضية متفاوتة المناسيب لتخلق تيارات هوائية رطبة ‏وعازلة وحافظة لدرجة الحرارة المعتدلة حيث الارضية الاساس عند المدخل والقطر الذي ‏يرتفع بارضية عن الاولى فتكون هذه القاعات بقطر واحد او اثنين او ثلاثة احيانا.




‏ويكسو جدرانها الرخام المشقف والمطعم بالصدف او يكون منقوشا من الحجر الزاخر ‏بالفن والابداع والاسقف يتوسطها ويحملها قوس حجرية ضخمة مزخرفة.

وفي التوزيع العام تقسم هذه البيوت الى ثلاثة اقسام وهي السلملك للرجال ‏والحرملك للنساء والخدملك للخدم.




اما بالنسبة للاثاث فكانت لغرف الدار دكات وعتبات فالدكات تغشاها دفوف خشبية ‏تفرش اولا بالحصير وفوقه تمتد الطنافس والبسط وعلى اطرافها توضع المقاعد الطواطي ‏او الدواوين ومساندها المغلفة بنسيج موشى معروف باسم دامسكو أي الدمشقي وهو نسيج ‏مخملي منقوش نقشا فاتنا لطيفا وهذه الصناعة فقدتها دمشق واستعاضت عنها بنسيج صوفي ‏او قطني.‏

وفي الطوابق الاولى هناك منشر للغسيل يسمى المشرفة وهو شبيه بالفسحة السماوية ‏واذا وجد اعلى من هذا الطابق نجد غرفة لا اكثر تسمى الطيارة ويفصل ملكية البناء ‏في الاسطح جدار خفيف الوزن مصنع على نموذج البغدادي ومكسو باللبن الطابوق- او ‏الكلس العربي ويسمى بجدار الطبلة.




[center]واذا ما انتهى الزائر من داخل الدار ووصل الى الدهليز يصل الى باب الخروج الذي ‏دخل منه وهناك يتامل البوابة الضخمة التي تتمفصل مع ساحق الباب ويغلق بزعرور أي ‏مفصل اسطواني من صلب خشب الباب ومصفح بالصاج السميك ليحميه من تاكل الاحتكاك.

وهناك الساقط الذي يرفع وينزل وهو وتر خشبي داخلي وكذلك يشاهد القنصلية ‏(كونسول) وهي من مفردات البيت الشامي حيث فيها مراة جدارية وطاولة بيضاوية الشكل.




وينتشر في احياء دمشق القديمة البيت العربي الرشيق ذو الطابقين المبني في ‏اساسه من الحجارة وفي جدرانه العلوية من اللبن والخشب وسقفه من الخشب والتراب ‏الذي اثبت مقاومة مقبولة امام الذات وقابلية كبيرة لاضافة الملاحق وللتوزيع في ‏التزيينات والزخرفة‏.

وشاع في دمشق القديمة استخدام الشرفات المطلة على الحارات والازقة من ‏الاعلى بنوافذ واسعة وكذلك شاع استخدام المساحات الهوائية من الممتلكات العامة عن ‏طريق بناء امتدادات للطابق العلوي على قناطر فوق الطرق والازقة والحارات واستخدام ‏السطوح لاستقبال الهواء النقي واشعة الشمس عن طريق مصاطب وحدائق علوية وحجرات ‏اضافية صغيرة وخاصة بعنايتها بالحجرات الداخلية وتزويدها بتجهيزات اضافية تستوعب ‏مقتنيات الاسرة بالاضافة الى الاثاث ومواد المؤونة




وكانت وسيلة تدفئة البيت الشامي القديم هي الموقد الحديدي او النحاسي الذي ‏يملا فحما ويوقد في خارج البيت ويترك الى ان يتطاير منه الغاز ثم يؤتى به الى ‏الغرفة فيدفئها دفئا معتدلا ومع الزمن تم استبدال الموقد بـ«الصوبة» التي يكون ‏وقودها اما الحطب او الديزل.‏

ومع مرور الزمن فقدت بعض الدور رونقها وزالت المحاسن التي كانت تحويها من سعة ‏واتقان مما ادى الى هجران البعض الى الاحياء الحديثة.‏

وقد انتبهت الجهات المعنية بالمحافظة على هذه البيوت القديمة وقامت بشراء ‏بعضها وحولتها الى متاحف للتراث وشجعت كل من يمتلك بيتا من هذه البيوت على ترميمه ‏وادخال اصلاحات او اضافات عليه تتواكب مع العصر شريطة عدم المساس باساسيات القديم.‏

وفي هذا الاطار تقوم شركات الانتاج الفني التلفزيوني او السينمائي باستئجار ‏العديد من البيوت القديمة لتصوير نتاجهم فيها خاصة تلك المسلسلات التي تصور مرحلة ‏من التاريخ الدمشقي
المعبر عن فترة الخمسينات والستينيات وما قبلها




على مدى عشرات السنوات الماضية ظلت حارات وأزقة دمشق القديمة تعيش بهدوء وسكينة حيث لم يكن يرتادها من سكان دمشق الجديدة إلاّ القليل لزيارة أصدقاء وأقارب لهم أو لزيارة بعض المعالم المهمة التي تحتضنها كقصر العظم والجامع الأموي وغيرهما. وكانت هذه الحارات تعج فقط بالسياح وخاصة الغربيين منهم الذين يقصدونها من أصقاع الدنيا لمشاهدة معالمها ولكن في أواخر تسعينيات القرن الماضي وأوائل القرن الحالي تغير الوضع تماماً في حارات وأزقة دمشق القديمة حيث بدأت تتحول وبسرعة كبيرة العشرات من بيوتاتها الشامية القديمة التقليدية الكبيرة منها والصغيرة إلى مطاعم ومقاه وإلى صالات عرض فنية ليتحول معها هدوء هذه الأزقة والحارات مثل (باب شرقي والقميرية والعمارة وباب توما والقشلة والأمين وغيرها) إلى مقصد لآلاف الناس من حارات دمشق الجديدة ومن المدن السورية الأخرى ومن الزوار والسياح العرب والغربيين. وإذا كان بيت جبري





أول بيت كبير يتحول إلى مطعم و مقهى وصالة عرض فنية قبل حوالي خمس سنوات فإن السبحة كرت بشكل سريع وانتشرت العدوى بين أصحاب هذه البيوت فزادت أسعارها بشكل كبير والبعض منهم أصبح ينظر إليها كمشروع استثماري سياحي رابح، خاصة أن هذه المطاعم والمقاهي تلقى إقبالاً لا نظير له حيث يستمتع الزبون بمنظر البيت الشامي الواسع وببحرته وفسقياته ومشربياته وزخارفه ويدخن الآركيلة مع صوت مياه البحرة وحفيف شجيرات الياسمين والنارنج وغيرهما. وتحول العديد من المثقفين والفنانين الدمشقيين إلى مستثمرين لبيوت تشاركوا فيها مع أصحابها لتوظيفها كمقهى وصالة فنية وبدأت شركات الانتاج التلفزيونية تستغل أجواء هذه البيوت (المقاهي والمطاعم) لتصور فيها أعمالها ومسلسلاتها التلفزيونية ليتغير معها هدوء دمشق القديمة إلى صخب دائم يبدأ مع الصباح ويستمر حتى أواخر الليل حيث تظل هذه البيوت مفتوحة لغاية ما بعد منتصف الليل تستقبل روادها الكثر. كما بدأت تستقطب الكتاب والشعراء الدمشقيين ليكتبوا في أجوائها الجميلة. ودخلت تصنيفات جديدة قواميس الدمشقيين وزوارهم في تحديدهم للحارات الدمشقية القديمة ففي حين أخذت حارة القيمرية تسمية (حي المطاعم والمقاهي) أخذ حي الأمين وتحديداً شارع تل




الحجارة فيه تسمية (حي الفنانين التشكيليين) حيث اشترى أكثر من عشرين فناناً سورياً بيوتاً دمشقية قديمة وحولوها إلى مراسم وأماكن عرض وجلسات فنية وكانت البداية مع النحات السوري (مصطفى علي) الذي أطلق هذه الفكرة، وهناك سابقة يعرفها رواد مقهى النوفرة في دمشق القديمة وهي قيام الفنان التشكيلي الفلسطيني المقيم في دمشق (محمود شاهين) بالاتفاق مع أصحاب مقهى النوفرة على إقامة معرض دائم لأعماله الفنية على أعمدة المقهى الخشبية وجدرانه القديمة ولكن لم تستمر هذه التجربة إلا لسنتين فقط في عامي 2000 و2001 وانتهت بسبب خلاف مادي بين الطرفين. وقد أخذت المطاعم والمقاهي في البيوت الشامية القديمة مسميات وعناوين مميزة تنسجم مع أجواء المدينة القديمة فكان هناك: قصر النرجس والموليا وتمر حنة وع البال وألف ليلة وليلة والأموي وأليسار والبيانو والجوكر والدار البيضاء والزيتونة (نسبة إلى حارة الزيتون في باب شرقي بدمشق القديمة) والعز والقصر الأموي والمدينة القديمة وغيرها من المطاعم والمقاهي التي يقدر البعض عددها بأكثر من 50 بيتاً قديماً وما زالت هناك العشرات من هذه البيوت تنتظر تحويلها وتوظيفها بعد إنجاز أعمال الترميم فيها والحصول على الترخيص الإداري لها من قبل لجنة دمشق القديمة في محافظة دمشق والتي قالت بعض المصادر فيها لـ "الشرق الأوسط " إن هناك شروطاً يجب التقيد بها من قبل الراغبين باستثمار بيوتهم كمطاعم في دمشق القديمة فنظام البناء رقم 826 لعام 1996 والذي عدل نظام البناء رقم 814 الصادر عام 1986 سمح بشكل واضح باستخدام هذه العقارات لأغراض ثقافية وسياحية وتعليمية ولكن بشرط الالتزام بالمصور الكادستائي (المصور المساحي الأساسي) للمدينة القديمة والذي وضع سنة 1926 من حيث الفراغات والعلاقة بين الفسحة السماوية والبناء ومن حيث العلاقة مع الجوار. ويقدر هؤلاء عدد بيوت دمشق القديمة بحوالي / 6000 / عقار والمتابع لهذه العقارات والبيوت يلاحظ أن هناك الكبير الضخم منها والذي يمكنه استيعاب أعداد كبيرة من الزبائن وهذا أشبه ما يكون بقصر حيث تكون له أكثر من فسحة سماوية أو فسحة كبيرة واحدة ومبنى من طابقين، وهذا عادة يستخدم كمطعم ومقهى في حين ان البيوت الصغيرة والتي قد لا تتسع باحتها الداخلية لأكثر من خمسين شخصاً، فإنها توظف كمقهى وكافتريا فقط حيث تكون الآركيلة فيها أساسية مع المشروبات الباردة والساخنة وبعض المقبلات الشامية الشهيرة ولا تكتمل الجلسات فيها إلا مع الغناء والموسيقى، حيث يقدم البعض منها مع العشاء عزفا موسيقيا مباشرا من قبل عازف محترف في حين تكون سهرات يوم الخميس والمناسبات والأعياد غنية بأكثر من عازف، حيث فرق التخت الشرقي الموسيقية تعزف الموسيقى التراثية الشرقية الأصيلة، في حين يصر البعض من أصحاب هذه المقاهي والمطاعم على وضع موسيقى كلاسيكية بشكل متواصل.





ومنذ افتتاح مقهى (دارة ع البال) أصرت صاحبتها على وضع أغاني المطربة اللبنانية فيروز فقط نهاراً وليلاً، حيث يسمح لهذه المطاعم والمقاهي أن تفتح أبوابها أمام الزوار والرواد حتى بعد منتصف الليل. كما توظف الغرف وهي واحدة أو اثنتين في الطابق العلوي كصالة عرض فني أو لإقامة الأمسيات الأدبية والموسيقية فيها. وتتشابه هذه المطاعم (البيوت الشامية القديمة) من حيث طرازها المعماري وجماليات بنائها وجميعها يتم تسجيلها في دائرة الآثار، حيث يعود تاريخ بنائها إلى مئات السنين الماضية ويقال إن أول بيت بني على الطراز الشامي في دمشق كان قصر معاوية بن أبي سفيان الذي عرف بدار الإمارة وبقصر الخضراء وكان إلى جوار الجدار الجنوبي للجامع الأموي الكبير. ويدخل عادة إلى البيت من باب كبير يسمى (الخوخة) يسمح بمرور الإنسان وحيداً ومنها ما يفتح بالكامل أو تفتح فقط البوابة الصغيرة فيه، ليدخل بعدها الزبون إلى ممر ضيق ومعتم (الدهليز) ولكن بعد لحظات سيجد نفسه أمام فسحة كبيرة ورائعة هي صحن الدار الشامي التقليدي، تنيرها السماء وتزينها الأشجار والنباتات الشامية المعروفة و يتوسط هذه الفسحة السماوية وأرضيتها المزخرفة بالحجارة السوداء و البيضاء (البحرة) والمنفذة عادة من





الآجر المشوي والمكسوة بالرخام المشقف أحياناً وأحياناً أخرى بأحجار سوداء وبيضاء وتزينها خيوط هندسية وفنية منحنية تتوزع على حوافها. وفي كثير من هذه الدور توجد البحرة أمام واجهة (اللوان) فاللوان هو الآخر لوحة فنية رائعة تضم زخارف خشبية، حيث هناك الحشوات و المدلايات والكوات للشمعدانات وقناديل الكاز، وفي بعض الأبنية نجد فتحة جدارية كبيرة ينسكب منها الماء من الأعلى وعبر نظام تمديد الطوالع الطبيعي للمياه العذبة التي تذهب في حوض البحرة. وتتوزع قاعات وغرف البيت الشامي حول الفسحة السماوية التي عادة توضع الكراسي والطاولات فيها صيفاً لتنتقل شتاء إلى القاعات والغرف أو يتم سقف الفسحة شتاء بغطاء سميك ليتمكن الزبائن من الجلوس حول البحرة في كل الفصول. والغرف هي الأخرى ذات شكل معماري فريد، حيث يلاحظ الزائر تفاوتاً في الأرضية بين المدخل وأرض الغرفة لغايات فنية جمالية كما يكسو جدرانها الرخام المشقف والمطعم بالصدف أو المنقوش من الحجر المزخرف وفي القاعات والغرف هناك فتحات جدارية تسمى الكتبيات كما توجد فيها بحرة صغيرة تسمى الفسقية تشابه البحرة الكبيرة الأساسية في باحة المنزل، كذلك تشاهد (القنصلية) وهي من مفردات البيت الشامي، حيث فيها مرآة جدارية وطاولة بيضاوية الشكل ظفرية التركيب مع الجدار. أما بناء هذه البيوت في العادة فيكون من الحجارة الكلسية الصلبة، أما البيوت الصغيرة ذات الطابقين فتكون مبنية في الأساس من الحجارة والجدران العلوية وتكون من اللبن والخشب والسقف من الخشب والتراب وهذه البيوت مقاومة بشكل كبير للعوامل المناخية، كما أن لها شرفات مطلة على الحارات والأزقة من أعلى بنوافذ واسعة.

منشورات مجلة Unknown بتاريخ الثلاثاء, سبتمبر 21, 2010. أنظر قسم , . نرحب بآرائكم وملاحظاتكم ومساهماتكم راسلنا

0 التعليقات على موضوع .......البيوت الشامية من الداخل والخارج روعة ودقة وابداع .......

علّق على الموضوع

أحدث المواضيع

آخر التعليقات

معرض الصور

.

تعريب وتطوير مكتبة خالدية.. جميع الحقوق محفوظة لمجلة بيتي وبيتك للإعلامية صبا العلي